تعريف بــ ڭــيڭــو و مشاكلها أم حملة دعاية لـــ’’السياحة الجنسية‘‘ !!

– محمد تغروت –

بشرى لساكنة ڭــيڭــو ستتحول عما قريب إلى هاواي المغرب !!

بلدة ڭــيڭــو أو الجماعة القروية لــڭــيڭــو ، منطقة مهمشة، منطقة تتعدد مشاكلها، بل منطقة خارج التاريخ، هذا أمر لا يتناطح عليه كبشان، و لا يختلف عليه إثنان، لدرجة أن أبناء المنطقة و زوارها على حد سواء يتفقون أنه مهما غبت عنها عندما تعود لا تجد شيئا تغير، ظل الأمر على هذه الحال منذ فترة طويلة، خصوصا قبل بروز الأنترنيت و الفايس بوك على وجه أخص كمتنفس للطاقات الحية من أبناء المنطقة لتبادل المعلومات و التأوهات على حال البلدة، خلال هذه الفترة الطويلة لم تكن الجرائد تصل إلى المنطقة في غياب مكتبة أو حتى كشك خاص لهذا الغرض، باستثناء فترات متقطعة كان أحد البقالين يستقدم الجرائد ليبيعها في البلدة، فكنت عندما تخبر أحدا في منطقة أخرى بأنك من ڭــيڭــو يتساءل باستغراب: “أين توجد هذه المنطقة؟؟”، إذ لم يكن أحد خارج مربع جهة فاس بولمان التي تنتمي إليها البلدة، يعرف  عنها شيئا، سنكون مجحفين إن لم نقل أن هذا الوضع قد تغير نسبيا في الآونة الأخيرة، بفضل “مارك زوكربيرغ” و منتوجه الفايس بوك من جهة و بفضل بعض الجرائد الإليكترونية و الورقية، إذ بعد  أن كان يتم استقدام الجرائد ليتبادلها بعض الموظفين فيما بينهم في انتظار دورهم في لعب الورق، أصبح اللجوء إلى استقدام الصحفيين لكتابة مقالات تحت الطلب، أحيانا أو أن البحث عن ما يكتب يجعل بعض المقاولات الصحفية تبعث بصحافييها للبحث عن شيء تملأ به صفحاتها.

أهم ما كتب مؤخرا مقالان مطولان في الجريدة الإليكترونية الأولى بالمغرب كما تحب أن تسوق نفسها على رأس الصفحة الرئيسية، و في جريدة ورقية من الجرائد اليومية الأكثر انتشارا بالمغرب، يختلف المقالان من حيث طبيعة أداة نشرهما (إليكترونية و ورقية) و من حيث جنس كاتبيهما (صحفي و صحفية) و من حيث طريقة تناول كل منهما للموضوع (سبق أن تناولنا المقال الأول في مقال سابق)، لكنهما يلتقيان في أشياء أخرى و يخدمان هدفا أو أهدافا متقاربة –بوعي أو بدونه فلا أهمية لذلك –  و هو ما سنحاول تناوله في هذا المقال.

المشترك في المقالين هو كونهما حاولا التطرق لمجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها ساكنة هذه القرية دون إغفال “ملح الطعام” المتمثل في ثلاثية الإثارة في الصحافة المغربية و هي  الدين و السياسة و الجنس، التي طغت في البداية و الختام- و لو بشكل متفاوت – على شاكلة ما يسميه فلاحو المنطقة بــ”التْوْجيهة”، يتضح ذلك من خلال العنوانين الذين اختيرا للمقالين و كذا من خلال “السياسيين” الذين تم الإكتفاء بأخذ آرائهم من طرف كاتبي المقالين، ينتمون لجهة واحدة و أعي ما أقول، برغم أن الأول ركز على الشبيبة و الثاني على “الشيوخ”، و هو ما يكشف أشياء ليس هذا مجال كشفها، و كذا كون الثانية و هذا يحسب لها نسبيا أدخلت شخصا من حزب آخر رغم أنه في واقع الأمر كشخص لا يبعده الشيء الكثير عن الحزب الأول و من غير المستبعد أن يعود للإلتحاق به مستقبلا بعد أن سبق له بشكل مباشر أو غير مباشر أن دعم مرشحا لنفس الحزب لانتخابات برلمانية سابقة، الشيء الثاني المشترك في إطار ثلاثية الإثارة هو “تيمة الجنس” التي تم إبرازها و تضخيمها من خلال جعلها في العنوانين و كذا إبرازها من خلال الشهادات التي تم استيقاؤها ، الخطير في الأمر ربما أن المقالين بدون قصد من كاتبيهما، و بالشكل الذي قُدِّما به،  قد يخدمان هدفا لا أظن أحدا يسعى إليه بشكل واعي، ألا هو أن يخدما نوعا من الدعاية لـ”السياحة الجنسية الداخلية”، خصوصا في ظل الأوضاع التي  يعيشها الشباب المغربي و التي تجعل التفكير والإقدام   على الزواج من سابع المستحيلات على الأقل  بالنسبة لشريحة واسعة منهم، و بالتالي قد يشكل ما ورد في المقالين نوعا من التسويق لتجارة الجنس و دعوة لهم لقضاء رغباتهم بأثمنة رخيصة، لم يفت المقالين تحديدها بشكل واضح !!!، كما يمكنه أن يشكل دعوة لممتهنات أقدم مهنة في تاريخ البشرية للقدوم إلى المنطقة مادامت “سوقا رائجة” كما يراد تسويقها، تجدر الإشارة أيضا إلى أن المقالين “مررا” أجزم أنه دون قصد مفهوما قد لا يعني لهما شيئا، لكن من يعرف المنطقة و تاريخها بل و حاضرها و لو بحدة أقل يعرف أن مفهوم “البراني” مرتبط بتاريخ من الصراعات القبلية الدموية، و التي خلفت آخر حلقاتها في الآونة الأخيرة عدة ضحايا، خلاصة القول: فلننتبه لما تسطره أقلامنا فالقلم سلاح ذو حدين.

 

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...