خالد البكاري: الانتفاضة الطلابية بأمريكا

-خالد البكاري-

تمرد الطلاب الفرنسيون في 1968، وكانت شعاراتهم ملهمة حتى لحركات فنية تشكيلية وغنائية وسينيمائية. بدأ وكأن فرنسا جديدة بصدد التشييد. بعدها، استطاعت البنية “الرأسمالية” وبأدوات ناعمة، احتواء التمرد.

بعد سنوات، أصبح قادة التمرد مدراء وسائل الإعلام الكبرى، ووزراء باسم أحزاب الاشتراكية الديموقراطية التي تحولت مع الوقت إلر رافد الدولة العميقة بالأطر، بل منهم من أصبح اليوم من زعماء اليمين المتطرف.

حدث ما هو قريب منه، ولكن ليس بالحدة نفسها أثناء الحركة ضد حرب الفيتنام بأمريكا. لكن ما يحصل اليوم في الجامعات الأمريكية مختلف، فلا الانتماءات “الطبقية” للمنتفضين هي نفسها، فهارفارد مثلا ليست السوربون، فرنسا نجحت في احتواء طلبة “خرجو ليها من الجنب”، واستقطب “آلة الدولة” من اكتشفت فيهم مقومات قيادية، حتى ولو لم يكونوا خريجي معاهد “صنع رجال الدولة والاقتصاد المستقبليين).

الاستثمار في الجامعات الأمريكية هو جزء من استراتيجية استدامة الهيمنة على العالم. وهاهي أمريكا تراقب -بهستيريا لا تختلف هن هستيريا ديكتاتوريات تكميم الأفواه- كيف يزعج الطلبة “صغار السن” الحفل التنكري.

قد أكون مخطئا، ولكن ما يقع ستكون له تداعيات في المستقبل إلا إذا نجحت “البنية” في اختطاف السياق، ولا أظن.

أمريكا أكثر الدول الغربية تساهلا مع الاحتجاجات والمسيرات، لدرجة أن التدخل لتفريق مسيرة لا يسمح به إلا إذا كانت توجد قرائن قوية على إمكان تحول الاحتجاج إلى حوادث عنف.

اليوم حين يتم تفريق الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية السلمية بذلك الشكل، والعودة إلى ما يشبه “المكارثية” في التعامل مع الأساتذة ورؤساء الجامعات والطلبة، فهذا يعني انهم يعتبرون الأمر اخطر عليهم مما نتصور نحن.

بس: جزء من احتفائنا بالانتفاضة الطلابية، هو للهروب من التفكير في عجزنا الجماعي، استخدمت الانتفاضة، لأن الرموز الموظفة في الاحتجاج تذكرني بالانتفاضة الفلسطينية الأولى.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...