التهامي ياسين: على حافة الطريق..

التهامي ياسين

إهداء الى روح فقيد جريدة ملفات تادلة ذ محمد نجيب الحجام 

ونحن نعد الثواني على مقعد الوهن..

نرتشف كأسا

يطاول الزمن والأحلام

نتوهم أو نهيم..

نجتر في كل لحظة

حديث الوفاء والمحبة رياء..

والحب القديم

واللحظات الغابرة..

والخيبات المتكررة

والضوء الهارب منا وفينا..

نجتر الماضي

ولا نبصر الآتي

نرتشف كأسا ونعيد ارتشافه..

نؤدي ثمنه دما وجيلا..

جيل الظمأ نحن؟

تسود قهوتنا كل صباح

فيتكحل يومنا سوادا ،

وتطول لياليه ..

طحنتنا في مقاه مدننا ،

مصطفة على حافة الطريق

حرب الكلمات..

وتورمات النميمة والهدم..

نوجه سهامنا في حفلات النشوة والعربدة

وكلماتنا النابية ..مكبوتات السنين..

نهتك بها الأعراض ولا نحفظها..

ونسائل بعضنا البعض في دهشة ..

كما لو كنا كالأطفال ..

نتساءل دوما ما المثقف…؟

ونصنف بعضنا..؟!

ولم نسأل أنفسنا ،

أي صنف من المثقفين نحن..؟

ومن نحن ؟ ما كشف حسابنا..؟

لم نواجه يوما أزمتنا وسؤالنا المزمن؟

تقليدانيون نحن أم عضويون؟

ولم نكن يوما ما ، أو نختار قناعة أن نكون معتزليين..

حتى ننتصر للعقل ..

ولا حتى أشعريين حتى نبدو نصيين واضحين..

أوفياء للنص..

ولا ماترديين …ولا أحفاد ابن رشد..

هل نحن من أهل الجدل ،

أم من أهل البرهان أم من أهل العرفان؟

ولا مريدين تابعين ….

قتلتنا الردة…

والتيه والتردد والانسحاب…

ومن نكون نحن ؟

حتى نصنف أو نتهم بعضنا البعض ..؟

لم نعلق جرسا في ذيل قط أو فأر..

لكن نتلذذ بسهام ..

نتفنن في صقلها ورميها…

وكل مظاهر الارتداد والأنانية والشهوات…

تسكننا ،وتفضح تيهنا؟

بؤس مجتمعنا .. يشهد على تقاعسنا؟

ويخسأ منا

يؤرخ لعبثنا..ويسائلنا على قارعة الطريق..

نستعيد أغنية الآخر الإفرنجي في كل منتدى،

نحتمي بالآخر ،

باسم الاختلاف والحداثة المعطوبة المأزومة…

وما اختلفنا ولكن شبه لنا فقط..

ذ. التهامي ياسين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كل صباح مساء ..

نتبارى في طوابير المقارعات والملاسنات

في عرض أسماء الإفرنج والروم والإغريق ..

لنبدو أكثر لهوا وزهوا وبهتانا…

وعلى أوراق الصحف نهدي …

و في جداريات التواصل الزائف نستجدي

فيها..حروفنا أمست مرضى

ومائلة

والألفة الممدوة

هوت..نقيمها فتنحرف

وتهوى من شدة القرف..

نرقص من شدة الوله… ونعرض آفاتنا

بالاستعراض والتباري..

نفتي كفقهاء بني أمية أو بني العباس ..

نستحظر أسماء المتنورين عنوة…

من صنعوا التاريخ

نتقمصها نضعها أقنعة ، فنضمد بها جروحنا الغائرة..

نتفنن في التأويل والغمز واللمز..

ماذا دهانا عن عقولنا التي وأدناها زمنا وفرساننا ..دفناهم ؟؟

فتبرأنا من شغبهم ونكباتهم..

أناشيد الزمن الحزينة نعيدها نكررها ..

فنصاب باليتم كل مرة.

أمكنتنا دمرها البوار وكذلك أزمنتنا…

من يستطيع الوفاء في زمن موبوء…ويصون لسانه؟؟

فذلك أضعف التقوى لا أحد؟

لا أحد يجرؤ على السؤال أو الصمت..

ونحلم في كل لحظة من تأتي به الأقدار

فيحصي خيباتنا وعربداتنا…

ننتظر من يكسر موتنا ؟

من يقارع البحر ..

وإلى الأبد؟؟

آخر حلمنا..على الأقل :

ان أكرر ماقاله شاعرنا يوما ما

في ديوانه

على المرء أن يعصر العبد

فيه

قطرة قطرة

ثم يخرجه من داخله

ويرميه!

فمن ذا يقول

– لنفسه –

إن هذا الأمر

لا يعنيه !؟

وأنا أنشد وأتماهى

وأضيف مع الشاعر مرة أخرى

على المرء أن يعصر

العبد فيه

ويدفنه الى الأبد.

 

بني ملال في 24/2/2024

 

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...