يوسف فليفلو يكتب: التوظيف بالكونطرا …

تستعد حكومة البنك الدولي بالمغرب الشقيق لدق آخر مسمار في نعش أحلام أبناء الفقراء من حاملي الشهادات العليا في ولوج أسلاك الوظيفة العمومية من خلال الإستعداد للمصادقة على مشروع مرسوم رقم 770-15-2 والقاضي بتعديل وتتميم المادة 6 مكرر من ظهير 24 فبراير 1958 بمثابة النظام الأساسي للوظيفة العمومية، حسبما تم تغييره وتتميمه بموجب القانون 50.05، والمتعلق بتحديد شروط وكيفيات التشغيل بموجب عقود بالإدارات العمومية…
ويأتي هذا المرسوم في سياق الحرب المعلنة من طرف حكومة صاحب الجلالة على الوظيفة العمومية منذ اعتلائها الكراسي على ظهور السذج من رعايا مملكتنا ” الشارفة ” عبر مجموعة من القرارات المدروسة بعناية لتفكيك الوظيفة العمومية كان أولها إعلان حرب مفتوحة على حركة المعطلين بالمغرب ، وتقليص مناصب الشغل، ووقف التوظيف في المناصب الشاغرة وتجميد الترقية وتقليص المناصب المالية إلى الحد الأدنى وقانون إعادة الانتشار ومشروع الإصلاح التخريبي لصناديق التقاعد…

ومن عجائب هذه البلاد أن يقول مسؤول ما هنا وهناك أن هذا المشروع يأتي من أجل إعادة الإعتبار للوظيفة العمومية والرفع من نجاعتها وجودتها وضمان المساواة وتكافئ الفرص وووو؟؟؟ وكأن الفساد هو الموظف بعينه، ناسين أو متناسين أن الفساد هو أخطبوط ينخر كل أجهزة الدولة ومؤسساتها من أعلى الهرم إلى أسفله، وأن الدولة هي الراعي الأول لهذا الفساد …
لقد كانت الوظيفة العمومية ولا زالت أداة مخزنية للضبط الإجتماعي عبر تسخيرها لغير أهداف المرفق العام، بداية من جعلها جهازا أمنيا استخباراتيا لجمع المعطيات عن المواطنين إلى توظيفها في الصراعات السياسية والإنتخابوية عبر جعلها آلية لتوزيع الريع والمال العام على المقربين والموالين للنظام والأحزاب المخزنية ( وهذا ما يفسر العدد الكبير للموظفين الأشباح واستشراء المحسوبية والزبونية …)، كما كانت الوظيفة العمومية مرتعا للجهلة ولشراء الذمم … والحديث يطول في هذا الباب.
إن هذا المشروع يمكن تلخيصه بشكل مقتضب، أنه يدخل في إطار مسلسل ومخطط ممنهج يهدف الى تدمير الوظيفة العمومية ،وسد كل الأبواب أمام أبناء الشعب من المعطلين عن العمل من خريجي الجامعات والمعاهد العليا والتقنية من ولوج أسلاك الوظيفة العمومية والإدماج والترسيم والترقي وضمان الاستقرار الوظيفي بها لتتحول الوظيفة إلى مجال للمتاجرة والتعاقد المباشر مع الزبناء والمقربين والمنتسبين للحزب تحت مبررات الخبرة والكفاءة لانجاز المشاريع…

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...