-عبد الحق غريب
بقدر ما كانت الابتسامة ترتسم على وجوه الرفاق والرفيقات من مختلف الاطياف والأعمار والمقاومين والحقوقيين وغيرهم، بلقاء بعضهم/ن البعض أثناء مراسيم دفن جثمان الراحل بن سعيد أيت إيدر، بقدر ما كانت تنتابهم/ن حالة الغضب والقلق من حين لآخر بسبب تدخل رجال الأمن بالزي الرسمي والزي المدني لحثهم على فسح الطريق قبل قدوم موكب الأمير شقيق الملك محمد السادس، ومنعهم من الانتشار والوقوف في الأماكن التي يختارونها… فرضوا “قيودا مخزنية” في جنازة مناضل فذ وصلب كان يرفض تقبيل يد الملك… قيود منعت كل الحاضرين من الانتشار بحرية والوقوف أينما أرادوا والدخول إلى المقبرة متى شاؤوا ومن أي باب اختاروا… بات الجميع وكأنهم ضيوفا عند محمد امهيدية.
بعد صلاة الجنازة ودخول الأمير إلى المقبرة حاول رجال الأمن منع الدخول من الباب الأيمن والتوجه إلى الباب المحاذي… تعالت اصوات الاحتجاج ورُفعت الشعارات وأصرّ الرفاق والرفيقات على الدخول من نفس الباب… انسحب رجال الأمن، ودخل الرفاق والرفيقات وحناجرهم/ن تصدح بالشعارات…
كيفما كان الحال، فإن الحضور المتنوع والمتميّز لشخصيات وازنة ومناضلة من كل الأطياف والأعمار يعكس مكانة الراحل ومصداقيته، هو الذي جمع في وفاته من لا يمكن جمعهم، وفي حياته كان دوما ينادي بتوحيد اليسار وتجميعه.