مرصد “عيون نسائية” يستنكر استغلال كارثة الزلزال للإساءة للنساء

-ملفات تادلة 24-

قال المرصد المغربي للعنف ضد النساء، إن قنوات التواصل الاجتماعي مكنت من الوقوف عند مجموعة من الممارسات والسلوكيات غير المقبولة التي تتعارض مع معايير حقوق الإنسان، وتؤشر على استغلال التضامن من طرف البعض، بما يحتمله ذلك من تعريض الضحايا لمخاطر العنف والتحرش والاتجار بالبشر.

ولفت المرصد الذي يضم عدة جمعيات تدافع عن حقوق النساء في بيان له، إلى الدور المهم الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي، في نشر المعلومات حول آثار الكارثة وحول المناطق المتضررة، مما ساهم في تسهيل عملية الدعم والمساعدة للمتدخلات والمتدخلين من المجتمع المدني.

وسجل المرصد في ذات البيان، ترويج خطابات تمييزية مهينة في حق النساء المشاركات في الحملة التضامنية، مثل ” عمدة مراكش صدقت راجل”، ونشر صور وفيديوهات تعكس خروقات لقيم حقوق الإنسان عموما وللحق في احترام الخصوصية بالنسبة لضحايا الزلزال، وتمثلت أساسا في نشر صور ولقطات لأشخاص خلال لحظات الصدمة والفاجعة، وترويجها كمادة إعلامية مثيرة.

ورصد، ما أسماه انتهاك الحرمة الجسدية لبعض الأطفال والفتيات، من خلال تجاوزات يقوم أفراد من زوار المنطقة المنكوبة، كالعناق والقبل وأخد الصور، دون مراعاة لحدود وإطار التضامن الإنساني خاصة في ظروف الكارثة.

وأشار البيان، إلى ترويج خطابات تكرس الأدوار النمطية وتحط من قيمة المرأة والفتاة باختزالها في سلعة أو موضوع جنسي “لحم طري”، والتحريض على تقديم عروض الزواج بفتيات الأطلس كحل ل”إنقادهن” من مخلفات الزلزال، وعدم احترام كرامة الأشخاص المنكوبين في بعض الأحيان خلال توزيع المساعدات أو التعليق عليها.

وسجل المرصد، بارتياح يقظة مكونات المجتمع المدني وبعض الفعاليات والأفراد الذين نددوا بتلك الخروقات وقاموا بفضحها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما قاموا بمبادرات تحسيسية وقائية للحد من مخاطر التعرض للعنف والاستغلال في ظروف الكارثة.

وثمن مرصد “عيون نسائية” سرعة تدخل مؤسسة الأمن بمراكش للتحقيق في بعض الحالات التي تم التبليغ عنها، داعيا إلى إنزال أقصى العقوبات بالأشخاص الذين استغلوا ظروف الكارثة للتحرش بالفتيات من ساكنة المنطقة المنكوبة.

وشدد البيان، على تعزيز تدابير الوقاية والحماية من العنف والتحرش والاستغلال الذي قد يتعرض له الضحايا وأساسا الأطفال والفتيات الصغيرات واليتامى، ضمن خطة مواجهة مخلفات الزلزال؛

ودعا إلى تسهيل عملية الرصد والتبليغ عن حالات العنف والتحرش والاستغلال، سواء تمت على مستوى الواقع، أو عبر الوسائل الرقمية؛ والقيام بحملة تحسيسية بالموازاة مع الحملة التضامنية ومع خطط التدخل والمساعدة التي تقوم بها المؤسسات الرسمية والجمعيات المحلية؛

وأكد، على ضرورة مواصلة توفير الخدمات الصحية خلال وبعد الكارثة، وتوفير خدمات الدعم النفسي والمواكبة لضحايا الزلزال عموما، ولضحايا العنف والانتهاكات بشكل خاص؛

وبخصوص التضامن والتآزر مع المناطق المتضررة خلال الأشهر المقبلة دعا إلى مواصلة الحملة إلى حين تفعيل خطة إعادة الإعمار، والعمل على وضع برامج تنموية مندمجة للمنطقة تمكن الناجيات والناجين من الكارثة من ضمان العيش الكريم خلال فترة ما بعد الإعمار.

ونادى المرصد المغربي للعنف ضد النساء، بالتسريع في تفعيل خطط الدعم والمواكبة والمساعدة الاجتماعية والترميم وإعادة البناء والتعويض عن الأضرار بشكل يراعي النوع الاجتماعي، ويأخذ بعين الاعتبار النساء الوحيدات.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...