رسالة فيليب مارتينيز لميلودي موخاريق

أنشر هذه الرسالة مع كل الاحترام والتقدير للاتحاد المغربي للشغل ولتاريخه ومناضليه.

د. عبد الحق غريب

————————–من الأمين العام للكونفدرالية العامة للشغل فيليبمارتينيز

 

إلى الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الأخ ميلودي موخاريق

 

باسمي واسم زملائي لوران بيرجي، الأمين العام للكونفدرالية الفرنسيةالديمقراطية للشغل، وفريديريك سوييو، الأمين العام للقوة العمالية، يطيب لنا أننتقدم إليكم بأسمى عبارات الشكر والامتنان على رسالتكم التي عبرتم منخلالها، قبل أربعة أيام، عن تضامنكم مع نضالات نقاباتنا لمواجهة قرارالحكومة الفرنسية برفع سن التقاعد إلى 64 سنة.

فيليب مارتينيز الأمين العام للكونفدرالية العامة للشغل

 

 

 

وإذ نعتز ونفتخر بعلاقات الأخوة والتضامن التي تربط نقابتكم بالمنظماتالنقابية بفرنسا، نود أن نعبر لكم نحن كذلك عن تضامننا معكم وعن كاملاستعدادنا للوقوف إلى جانبكم لمواجهة قرار حكومتكم أيضا بإصلاح التقاعد. ومن أجل إنجاح هذه المهمة، نستسمحكم الأخ موخاريق في بعض الملاحظات :

 

الملاحظة الأولى تتعلق برسالتكم، حيث جاء فيها بأنهلا يمكن أن يمر إصلاحالتقاعد إلا عبر آليات الحوار الاجتماعي الجاد والتفاوض المسؤول، وأنه لايمكن تحميل الأجراء وحدهم تبعات أزمة صناديق التقاعد“.

إننا نود أن نؤكد لكم الأخ موخاريق في هذا الشأن أن الآلية التي نؤمن بهانحن الأمناء العامين الثلاث، ومعنا قيادات التنظيمات الأخرى وكافة الشعبالفرنسي ونعتمدها الآن لمواجهة مشروع إصلاح التقاعد  هو النزول للشارعقبل الجلوس إلى طاولة الحوار، وأننا نخوض معركة بطولية ليس من أجل أنيتقاسم الأجراء والدولة تبعات أزمة صناديق التقاعد، كما تقترحون فيرسالتكم، بل من أجل سحب المشروع  برمته بدون مساومة ولا أنصاف الحلول، ومن أجل حث الحكومة على إيجاد حلول ناجعة لصناديق التقاعد بعيدا عنجيوب العمال والأجراء.

 

ولعلمكم الأخ موخاريق، فقد توصلنا بدعوة من رئيسة الوزراء إليزابيت بورن منأجل الحوار، ولم نعلق الاحتجاجات والاضرابات كما هي القاعدة عندكم فيالمغرب، لأننا في فرنسا نخوض الإضراب ثم نتحاور، ولا نعلن عن تعليق أياحتجاج أو إضراب إلا بعد تحقيق مطالبنا.

 

ولِعِلمكم كذلك، فإننا نلتزم بتنوير الرأي العام حول كل ما يدور بيننا وبين مننجلس معهم للحوار، ونعتبر عدم تنوير الرأي العام بما يروج في الحوار خيانةفي حق الطبقة العاملة وفي حق الرأي العام، خاصة إذا كانت سرية الحواربطلب من الحكومة.

 

الملاحظة الثانية، لنثير انتباهكم الأخ موخاريق

ميلودي موخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل

 

إلى أن الحكومة الفرنسية تضرب لنا ألف حساب عكس حكومتكم، والفرنسيونيخرجون إلى الشارع ويضربون عن العمل كلما دعوناهم لذلك. والسبب طبعاهو المصداقية التي يتحلى بها القياديون النقابيون.. ولكم في شخصناالمتواضع (فيليب مارتينيز) خير دليل، فأنا لست ميليارديراً ولم أغتني من عرقجبين الطبقة الكادحة، بل أنا مواطن بسيط، لا أعرف كيف أربط ربطة العنق فيالمناسبات الخاصة، وأضع ملابس تتماشى مع حياتي المتواضعة، وأعيش فيمنزل متواضع يقع في إحدى ضواحي باريس وليس في أحد الأحياء الراقية، وأركب سيارة قديمة من صنع بلدي، ولا أتعانق مع الوزراء بعد جلسات الحوار، ولا أجلس لآكل ما لذ وطاب من موائد الحكومة، ولا أمارس البيروقراطية داخلتنظيمي، ولا أتواطأ مع الباطرونا لسحق الطبقة الكادحة، ولن أبقى أمينا عامامدى الحياة (لقد أعلنت عن التنحي من المسؤولية خلال المؤتمر المقبلولاأهادن أو أساوم في عرق جبين من وضعوا ثقتهم في شخصي، لأن مسؤوليتيالأولى والأخيرة هو تحقيق مطالبهم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.. أماراتبي الشهري وممتلكاتي فإن الإعلام الفرنسي تطرق إليها بما فيه الكفايةوكل الفرنسيين يعرفون التفاصيل.

 

وتقبلوا الأخ موخاريق فائق التقدير والاحترام.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...