المؤرخ عربوش يستحضر المقومات الحضارية لتادلا بالسجن المحلي ببني ملال

-ملفات تادلة 24-

احتضن فضاء المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، مساء يوم أمس الثلاثاء 15 نونبر الجاري، لقاء ثقافيا جمع المؤرخ  المصطفى بن خليفة عربوش و نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول كتابه ” ومضات من تاريخ تادلا/ ازيلال” وكتابة “بني ملال حاضرة تادلا- أزيلال” و كتاب “شمس المراسم وياقوتة المعارف و المعالم … للشيخ أحمد بن أبي القاسم الصومعي”.

وفي تقديمه للكاتب المصطفى بن خليفة عربوش، سلطت الكاتبة والروائية أمينة الصيباري الضوء على الإسهام الفكري للكاتب في مجال التاريخ والآداب، مشيرة إلى أن الكاتب يعد واحدا من الكتاب الألمعيين الذين يكتبون بحس تاريخي عميق، ويقدم إسهاما كبيرا للنهوض بتاريخ المنطقة، من خلال الدعوة إلى الاهتمام بالذاكرة التاريخية كرافد من روافد التنمية الاقتصادية و البشرية.

وأشارت في حديثها عن الكاتب إلى مجمل أعماله الفكرية حول المنطقة منها،” بني ملال حاضرة تادلا-أزيلال .. التاريخ والتراث، ومضات من تاريخ جهة تادلة / أزيلال، ومن تاريخ أعلام منطقة تادلة وبني ملال.

وخلال هذا اللقاء سلطل الاستاذ عربوش الضوء بعد ذلك على أهمية التراث الحضاري للمنطقة بالإضافة إلى المقومات الطبيعية التي تزخر بها، وتنوع الحركة الفكرية والثقافية التي تميزت بها المنطقة تاريخيا.

وأشار إلى أن المنطقة تضم موروثا ثقافيا عربيا وأمازيغيا غنيا ومتنوعا، مؤكدا  كذلك على أن جهة بني ملال- خنيفرة كانت وما زالت أرضا للتعايش والتلاقح الحضاري بين العرب والأمازيغ، وأن المجال التادلي أدى أدوارا طلائعية في تاريخ المغرب، ويرجع ذلك لموقعه الاستراتيجي الذي يوجد على الطريق الرابط بين العاصمتين التقليديتين للمغرب : فاس ومراكش، وكونه أيضا ملتقى وممرا للقوافل التجارية.

وبعد ذلك فتح باب النقاش أمام النزلاء الحاضرين، الذين تفاعلوا ايجابا من خلال تدخلات تركزت حول كتابه ” ومضات من تاريخ تادلا/ ازيلال” و كتابة “بني ملال حاضرة تادلا- أزيلال”، والتي أجمعت على أهمية الاستمرار في الكتابة التاريخية حول المنطقة لما تزخر به من تراث ثقافي غني ومتنوع ومتعدد وممتد عبر التاريخ، يتطلب دمجه في البرامج التنموية، واستثماره في خدمة التنمية المحلية والجهوية وإعادة تصوره وكتابته كتابة علمية اصيلة.

ويأتي هذا اللقاء حسب المنظمين في إطار تعزيز الأنشطة التفاعلية الموجهة لفائدة السجناء وتقريب البحث التاريخي والكتابة التاريخية منهم والمساهمة في نشر المعارف التاريخية وترسيخها في ذاكرة النزلاء و فسح المجال  أمامهم للتعبير عن روحهم الوطنية العالية، وغيرتهم الوطنية الجامحة، والاعتزاز بالانتماء الوطني، باعتبار ذلك من أساسيات المواطنة الحقة والتربية الصالحة التي ينبغي غرسها في وجدان وعقول نزلاء المؤسسات السجنية.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...