ملاعب القرب بزاوية الشيخ .. بين تفعيل الممارسة الرياضية واختلالات البنى التحتية.

سناء بوشتى متدربة

في إطار البرنامج الوطني لبناء وتجهيز ملاعب القرب في المجالين الحضري والقروي بمختلف جهات المملكة، ضمن شراكات متعددة بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، والجماعات الترابية. التزمت الجماعة الحضرية بزاوية الشيخ، بتهيئة ملعب قرب بحوالي 600 ألف درهم، وملعب بلدي بحوالي 800 ألف درهم، بالإضافة إلى قاعة مغطاة بحوالي 500 ألف درهم.

أوضح رئيس المجلس الجماعي بزاوية الشيخ، في تصريح خص به “ملفات تادلة”، أن الهدف الرئيس من المشروع هو تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالمنطقة، وتحسين ظروف ممارسة الرياضة في صفوف الأطفال والشباب، والتنقيب عن المواهب الرياضية وصقلها وتطعيم الأندية المحلية بلاعبين محليين، ومن ثم تحفيز الاندماج السوسيو-رياضي، خاصة أن ملاعب القرب المنجزة في إطار سياسة القرب الاجتماعي التي تنهجها الدولة تضطلع بدور هام في تعزيز مواهب الشباب وصقل طاقاتهم وتشجيع الممارسة الرياضية داخل الأحياء.

وأضاف ” تعاني جماعة زاوية الشيخ كما هو معلوم من معضلة عويصة تشكل حجرة عثرة في وجه مشاريع ضخمة وتنمية محلية حقيقية تتجلى في ندرة الوعاء العقاري إن لم نقل انعدامه بالمرة بسبب هيمنة الأراضي الحبسية التي تحاصر المدينة من جميع الاتجاهات، مما يعرقل مجموعة من المشاريع”.

وفي معرض الحديث عن تفعيل قرار مجانية الاستفادة من الفضاءات الرياضية، أورد المصدر نفسه أن السبب يرجع إلى عدم توفير الاعتمادات المالية، من لدن الجهات الوصية، موضحا أن الهدف الرئيس من ذلك هو تقنين الولوج لهذه الملاعب، وتوفير موارد مالية للجماعة لتتمكن من صيانتها وتجهيزها، والاعتناء بمرافقها الضرورية، وتحسين وضعيتها.

وختم رئيس المجلس الجماعي تصريحه بتثمين المسؤولية المشتركة في تدبير هذا المرفق الرياضي الهام، والعمل على صيانته والحفاظ على نظافته وتوفير كل المستلزمات الضرورية حتى يكون في مستوى تطلعات شباب المنطقة والارتقاء بالمجال الرياضي عموما، خاصة أن هذه الفضاءات الرياضية أصبحت في وضعية كارثية بعدما تعرضت لمجموعة من الاعتداءات والتخريب.

ومن جهته صرح أحد شباب حي الأطلس بزاوية الشيخ ” لا يعقل أن نقوم بتأدية مبلغ للاستفادة من ملاعب طالما طالبنا بها في مدينتنا، وهي من حق الجميع، خاصة أن مدينة زاوية الشيخ تفتقر للعديد من المرافق الرياضية والترفيهية”، متسائلا “أليست القاعدة في الخدمة العمومية هي المجانية؟”، معلقا بذلك على طريقة تسيير ومدارسة مدى استجابة هذه الفضاءات الرياضية لتطلعات شباب المنطقة حتى تتسع قاعدة المستفيدين، قصد تحقيق الهدف الأساسي من وراء خلق هذه الفضاءات، مع مراعاة تقنين الاستغلال للمحافظة على تجهيزات الملاعب.

وأضاف المتحدث نفسه “أغلب المنتمين لشريحة هشة اجتماعيا واقتصاديا عاجزون عن الأداء مقابل استفادة أبنائها من التداريب المتكررة اللازمة في ملاعب القرب التي تصل تسعيرتها ل 10 دراهم كحد أدنى. أو غيرها من الفضاءات الرياضة كالقاعة المغطاة بتسعيرة وصلت ل 150 درهم، والأكيد أن مثل هذه المشاريع وغيرها من الفضاءات الرياضية المنتشرة في قلب الأحياء الشعبية تشكل فرصا واعدة لصقل المواهب الصاعدة واستكشاف الطاقات الرياضية الكامنة في الشباب وتثمينها، وتعزيز الثقة في ذواتهم وبث الأمل في مستقبلهم بما يجعلهم قادرين على خدمة بلادهم ومجتمعهم، شريطة الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات مختلف الفئات الاجتماعية عند تحديد أسعار استغلال هذه الفضاءات”.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...