بين الويدان..جوهرة طبيعية بين جبال الأطلس المتوسط

سعاد بوالراحت- طالبة متدربة

تتميز جهة بني ملال خنيفرة بالعديد من المناطق السياحية التي تجلب السياح، من داخل وخارج المغرب، في مختلف فترات السنة. ومن أبرز تلك المناطق نجد بين الويدان، فمن يزورها ويتأمل مناظرها الخلابة، يكتشف بهاءا بألوان الطيف، موحية بالجبل في تماسه مع الغابة، لتروي للناظر حكاية الماء في نظرة واحدة.
وتقع بحيرة بين الويدان، الممتدة على مساحة أكثر من 20 كيلومترا، بين جبال الأطلس المتوسط.
وتبعد عن أزيلال بنحو 30 كيلومترا وعن مدينة بني ملال بـ45 كيلومترا، كما يوجد بالقرب منها نهر “اساكا” الذي تشكل البحيرة منبعه الأصلي.
وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة سميت «بين الويدان» لأنها تقع بين وادي «العبيد» ووادي «أحنصال».
هذا وتتميز بتواجد غابات شاسعة، معظمها من أشجار البلوط والعرعار، كما تحيط بها الجبال من جهات مختلفة، إلى جانب ما توفره المنطقة من مصدر رزق للساكنة، نظرا لما تحوي من تنوع بيولوجي، حيث تتواجد بها أنواع عديدة من الأسماك، مثل سمك «الشبوط» وسمكة «جاحظ» اللتين يصل وزنهما إلى 12 كيلوغراما، وهناك أيضا سمكة «بلاك باس»، التي يصل وزنها إلى خمسة كيلوغرامات.إلى جانب نبتتا الزعتر والفليو المنتشرة في المنطقة، التي تشتهر بزراعة الزيتون والتوت واللوز.
ومما يجذب السياح للمنطقة ما تتميز به من جو معتدل وهدوء يريح كل زائر من ضجيج وصخب المدن، علاوة على ما توفره من فرص للتنزه على الأقدام أو على صهوة البغال، كما على متن الدراجات الجبلية. ويشار إلى أن المنطقة تحيط بها العديد من المغارات مما يمنح الزوار فرصة الإستمتاع بالسياحة الجبلية.
هذا إلى جانب ما توفره أنامل السكان من وجبات لذيذة كالطاجين، إضافة إلى الشاي المنعنع المخلوط بنبتتي «الزعتر» و«الفليو». وما تحتوي عليه من بيوت للمبيت، أساسها الأشجار والنباتات الملتوية و«العليق» تسمى بـ«التبولات>> وباللغة الأمازيغية «تينولين». فضلا عن خيام للإيجار تنصب، بالقرب من النهر، وقوارب تستعمل في الصيف لتوصيل الزوار إلى الضفة الأخرى من البحيرة.
كما تجذب المنطقة مختلف السياح من عشاق الأرياف والطبيعة والأجواء الهادئة، نظرا لما تجود به من طبيعة خلابة، حيث يتدفق عليها السياح المغاربة والأجانب، للاستمتاع بممارسة العديد من الهوايات، مثل السباحة والغطس والصيد بالقصبة وركوب الدراجات المائية والمراكب.
ونظرا لما تتميز به المنطقة من ثروات مائية فقد
بدأ المستعمر الفرنسي في دراسة بناء سد بين الويدان سنة 1929، لتبدأ أشغال البناء سنة 1948 بعلو وصل إلى 132 متر وعرض 290 متر وبعمق يصل إل 120 متر وذلك لتوفير مساحة لتخزين 1,5 مليار ونصف متر مكعب من الماء، وتخترق قنواتها الجبال لتصب في المركب الهيدروكهربائي في أفورار قصد سقي مئات الآلاف من الهكتارات في سهول تادلة، اتجاها إلى تانسيفت في قلعة السراغنة .
مما يمنح السياح الإطلالة الخلابة على سلسلة الجبال المحيطة بالمكان، بالإضافة إلى البحيرة الاصطناعية المتواجدة خلف السد والتي يقصدها الزوار في أيام العطل للاستمتاع بالأجواء الهادئة والاسترخاء من خلال الإقامة في المنتجعات المتواجدة بالقرب من السد.
وحسب أحد الزائرين للمنطقة، ف”إن المنطقة تستهوي عشاق السياحة بمختلف أنواعها، نظرا لما تتوفر عليه من جبال ووديان، وغنى في الثروات المائية، النباتية والحيوانية، إضافة إلى إمكانية مزاولة مختلف الأنشطة مع الإستمتاع بجو جميل وبأطباق لذيذة، يعدها أهل المنطقة اللطفاء والكرماء رغم بساطتهم”
أما عبد الرحمان،أحد المشتغلين في المنطقة، فيرى أن عدد السياح تراجع بسبب الجائحة، إلا أن المنطقة بدأت تسترجع بعض الزائرين والسياح. مؤكدا أن إقبال وجذب السياح إلى المنطقة يتطلب إعادة النظر في البنيات التحتية للمنطقة وفك العزلة عنها. إلى جانب إعطاء أهمية بالغة لما تجود به نباتات عطرية وطبية، علاوة على مناظرها الخلابة وثرواتها المائية والحيوانية.
ومن جانبه، يرى محمد، مشتغل آخر بالمنطقة، أن منطقة «بين الويدان» لم تعرف أزمة سياحية ولم تؤثر فيها أي أزمة سواء مالية أو اقتصادية. وأنها
تشهد إقبالا للسياح المغاربة والأجانب، مشيرا إلى أن العديد من المستثمرين يتهافتون على شراء هكتارات من الأراضي بالمنطقة عموما لإنشاء مشاريع سياحية، مما يتوقع معه ارتفاع سعر الأراضي وانتعاش الإقتصاد والسياحة بالمنطقة.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...