“جزيرة البكاء الطويل” عبد الرحيم الخصار يستعيد روائيا سيرة استيفانيكو الأزموري

-ملفات تادلة 24-

صدرت حديثا للكاتب المغربي عبد الرحيم الخصار، الذي عهده القارئ شاعرا، رواية “جزيرة البكاء الطويل” التي تتناول سيرة استيفانيكو الأزموري.

تعود الرواية الصادرة عن “منشورات المتوسط” (إيطاليا) إلى حياة مصطفى الأزموري أو استيفانيكو الذي تحول من عبد إلى رمز تاريخي. مصطفى شاب ولد في بداية القرن السادس عشر، بيع للبرتغاليين في سنوات الجفاف والمجاعة بمدينة أزمور إلى أحد تجار الرقيق خلال مرحلة استعمار البرتغال لأنحاء من المغرب.

اشترى دورانتيس، وهو دوق من بيخار، مصطفى من سوق النخاسة في اشبيلية. لكنه حوله إلى صديق له. ومع بداية محاكم التفتيش اضطر مصطفى إلى تغيير ديانته، وحمل اسما جديدا منحه إياه سيده، فصار اسمه الجديد “استيبان دورانتيس”، وسيصير لاحقا “استيفانيكو”. وحين بدأت مرحلة الرحلات الاستكشافية إلى أمريكا أخذ دورانتيس استيبان رفيقا له في المغامرة.

تتناوب على الحكي أربع شخصيات فضلا عن استيفانيكو الذي يظهر ساردا لأحداث أربعة فصول. بينما يتوزع سرد الفصول الأخرى على أماريس الفتاة الهندية التي أحبته، ودورانتيس وكابيزا دي فاكا القائد البحري الذي لم يكن يرتاح لاستيفانيكو، وحد و والد مصطفى/استيفانيكو.

تتوقف الرواية عند ثلاث مراحل تاريخية متقاربة: مرحلة الاحتلال البرتغالي وما عاناه سكان مدينة أزمور. مرحلة تهجير الموريسكيين وإرغامهم على تغيير الديانة من الإسلام إلى المسيحية أو القتل بأبشع الأشكال ثم مرحلة التغلغل الأوروبي في أمريكا على حساب الهنود الحمر.

مع تقدم الرحلة والتوغل في أدغال الهنود الحمر سيتحول استيفانيكو من عبد إلى زعيم وإلى معالج روحي، وسيحظى بلقب “ابن الشمس”.

يقول ناشر الرواية إنها “ساحرة، مخيفة، وشيقة تختبر العبودية والترحال والإبحار عبر المحيط باتجاه “جزيرة البكاء الطويل”. مسافات تبدو طويلة جدا ومنهكة تماما كما هي المسافات التي نقطعها لاكتشاف ذواتنا”.

وللكاتب عدة أعمال شعرية صدرت في المغرب ولبنان ومصر وإيطاليا: “أخيرا وصل الشتاء”، “أنظر وأكتفي بالنظر”، “نيران صديقة”، “بيت بعيد”، “عودة آدم”، “القبطان البري”، “عد اء المسافات القصيرة”، فضلا عن كتاب في أدب الرحلات عنوانه “خريف فرجينيا، رحلات إلى أمريكا وأوروبا”.

وفاز الشاعر، الذي يوقع روايته في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بجائزة المتوسط للشعر في إيطاليا، وجائزة بلند الحيدري بمنتدى أصيلة، وجائزة بيروت 39 التي منحتها منظمة هاي فيستفال ببريطانيا.

و م ع




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...