تدريس العلوم باللغة الفرنسية رهانات وتحديات

إعداد: 

 ذة. نعيمة مارس *

ذ. عبد الرحمان عشاق **

تقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

بدأت المؤشرات الأولى للعودة إلى تدريس العلوم بلغة أجنبية وخاصة باللغة الفرنسية ابتداء من الموسم الدراسي 2013-2014 بتوقيع اتفاقيتي شراكة بين وزارة التربية الوطنية من جهة وسفارتي إسبانيا وبريطانيا بالإضافة إلى الشراكة مع فرنسا والتي أدت في النهاية إلى إرساء المسالك الدولية للبكالوريا المغربية. وقد تم الحفاظ على تدريس نفس البرامج المعتمدة من لدن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، مع دعم تعليم وتعلم اللغة الأجنبية المميزة للخيار، الفرنسية أو الإنجليزية أو الإسبانية، من خلال الرفع من حصتها الأسبوعية من جهة، واستعمالها بشكل تدريجي كلغة تدريس لبعض المجزوءات والمواد الدراسية من جهة ثانية.

إن تدريس وتعلم العلوم لا يمكن فصله عن مختلف الأنشطة اللغوية والتي تظهر بجلاء في الممارسات الصفية وخصوصا خلال مختلف مراحل التدريس المرتبطة بالوضعيات الديداكتيكية كما تم تحديدها من قبل بروسوBrousseau (1998). في هذا الصدد يمكننا الإشارة دون حصر، إلى مرحلة صياغة الوضعية والتي تهدف أساسا إلى تبادل المعلومات الخاصة بالمسالة/الموضوع، وإلى مرحلة التصديق المخصصة للبحث عن نتائج موحدة ومصادق عليها جماعيا، في هاتين المرحلتين، تشكل اللغة عاملا حاسما في الوصول إلى “اعتراف اجتماعي” داخل الفصل وإلى إعداد استدلالات للمعارف المقدمة إلى التلاميذ.

في نفس الاتجاه، يقول فيرنيوٍ Vergnaud.G بأن تعريف المفاهيم يتطلب مجموعة من الأشكال اللغوية وغير اللغوية تساعد على التمثيل الرمزي للمفهوم[1].

هذه الأهمية البارزة للغة خلال الأنشطة الصفية الخاصة بتدريس العلوم، تفرض إعطاء توضيحات خاصة باللغة الموظفة آخذين بالاعتبار لثلاثة أنواع منها نوردها كالتالي:

اللغة المتداولة: وتستعمل عادة داخل الفصل الدراسي من طرف الأستاذ والتلاميذ على السواء وفي جميع التفاعلات الخاصة بإعطاء شروحات أو إعطاء تعليمات أو لطرح أسئلة أو للجواب على تساؤلات…واستعمال اللغة المتداولة كما هو الحال في جميع التخصصات، يخضع لمختلف القواعد الموضوعة لتلك اللغة.

اللغة الرمزية: وتستعمل عند كتابة نصوص علمية، حيث كل صياغة كتابية تستدعي استعمال العديد من أنواع الترميزات التي تملك معاني محددة وتخضع لقواعد دقيقة.

اللغة المبيانية: تستعمل للتجسيد والتمثيل وتأخذ حيزا مهما في التواصل العلمي حيث تهدف إلى جعل المادة العلمية في صيغة ملموسة أكثر.

العودة إلى تدريس العلوم العوم بلغات أجنبية، نصت عليها بصراحة المادتان 2 و31 من قانون الإطار 51.17 والذي صادقت عليه الحكومة في شهر غشت 2019 وصدر بالجريدة الرسمية عدد 6805، وجاء فيه ما يلي:” سيتم الاعتماد التدريجي للتناوب اللغوي من خلال تدريس بعض المحتويات أو الوحدات بلغة أو عدة لغات أجنبية”.

بعد المصادقة، سؤال مرتبط اعتماد وتطوير هذا النمط من التدريس، يطرح نفسه، حيث أن الأمر لا ينحصر في انتقال لغوي فقط، فالمسألة ليست هينة في واقع الأمر، وذلك لعدة أسباب نتطرق لبعضها خلال هذه الدراسة، ومنها:

أ- أسباب مرتبطة باللغة، لكونها الوسيلة الرئيسية لتواصل الأستاذ مع التلاميذ

ب- أسباب ديداكتيكية لغياب دراسات محلية خاصة بمنهجية التدريس بلغة أجنبية،

ج- أسباب غائية لأن أستاذ مادة علمية يهدف أساسا الى تدريس مفاهيم مرتبطة بتخصصه، وتركيزه على اللغة كأداة قد يشكل تشويشا على الهدف،

نتناول إذن هذا الموضوع المتشعب من خلال مناقشة ومحاولة الإجابة على بعض الأسئلة التي تبدو لنا في غاية الأهمية مركزين على التدريس باللغة الفرنسية نظرا لسيادته في تدريس المواد العلمية ببلادنا ومركزين على مادتي علوم الحياة والأرض والرياضيات والأسئلة التالية:

– ما هي الصعوبات التي تعترض مدرسات ومدرسي العلوم خلال التدريس بالفرنسية؟

–  ما هو الخطاب العلمي المتخصص الذي يتوجب اعتماده؟

– ما هي المقاربات الديداكتيكية الملائمة؟

ما هو الملمح المنتظر لأستاذ مكون لتدريس العلوم؟

1- صعوبات وتحديات تدريس العلوم باللغة الفرنسية والخطاب العلمي:

إن التدريس بصفة عامة وتدريس العلوم بصورة خاصة يطرح عدة تحديات تطرقت إليها مختلف فروع علوم التربية، من ديداكتيك وبيداغوجيا وعلم النفس التربوي وعلم الاجتماع التربوي.

يشمل التدريس[2] مجموع العمليات التي يقوم بها كل من المدرسة والمدرس، لأجل نقل La transmission /transmettre المعارف والمهارات والقدرات إلى المتعلمة والمتعلم، في إطار مؤسسة تربوية، وهو إحدى عمليات التربية والتنشئة. ويغطي التدريس نوعين من العمليات:

تدبير المعلومات وتنظيم المعارف وكيفية اكتسابها من طرف المتعلمة والمتعلم، وهي عمليات تندرج في الديداكتيك.

والنوع الثاني يدخل في إطار البيداغوجيا، ويهم تحويل المعلومات إلى معارفـ بالممارسة العلائقية وعمل الأستاذة/الأستاذ داخل الفصل، ويشمل هذا العمل تنظيم الوضعيات البيداغوجية للمتعلمة والمتعلم.

يفترض التدريس استعمال تقنيات وأساليب خاصة بالانضباط المدرسي، وتقنيات وأساليب يمكن تطبيقها على التخصصات والمجالات المعرفية. ويعد تدريس العلوم من المواضيع الأساسية التي تهتم بها المؤسسات والمنظمات والدول على السواء، إذ يمثل الطريق الذي يسمح بالتنشئة والتربية على العلوم وبناء مواطنة و مواطن له كفاءات تسمح له بالاندماج الاجتماعي والمهني والاقتصادي، كما يساعد على النهوض بالأمم وإعداد موارد بشرية يمكنها الإبداع في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية، وتحقيق التطور والتقدم. ويساعد كذلك على تكوين الأفراد وتطوير ملكاتهم والقدرات التي تتيح لهم التفكير والوعي بذواتهم وفهم العالم المحيط بهم، ورفع تحديات الصحة والحفاظ على البيئة وفهم الظواهر المختلفة واتخاذ القرارات المناسبة.

يواجه تدريس العلوم تحديات مختلفة مرتبطة بالفكر العلمي الذي يختلف عن الفكر الخرافي والأسطوري، وأخرى مرتبطة ببناء معارف علمية تختلف عن المعارف الاجتماعية السائدة، وببناء وتنمية قدرات الفكر العلمي والفكر النقدي.

وكما سبق التأكيد على ذلك، فالتدريس يتم باستعمال اللغة، لأن جميع العمليات المتعلقة بالتدريس والتعلم، كطلب إنجاز المهمات ومختلف الأنشطة والتعليق على العمليات وتبادل الأفكار ومناقشتها في جماعة الفصل، تتم باستعمال موارد لغوية تسمح بنقل المعلومات وطلب إنجاز المهمات ومختلف الأنشطة والتعليق على العمليات وتبادل الأفكار ومناقشتها في جماعة الفصل. لذلك تعتبر اللغة مكونا أساسيا في التدريس عموما وفي تدريس العلوم خصوصا. كما أن لغة التدريس تلعب دورا أساسيا في التنشئة وإكساب التعلمات، في علاقة طردية بمدى التحكم فيها، وعلاقات جماعة الفصل بها (لغة أم، لغة أجنبية).

يدخل تدريس العلوم باللغة الفرنسية في إطار تنويع لغات التدريس والتحكم في اللغات الأجنبية وتطوير تدريس العلوم، كما جاء في الرؤية الاستراتيجية [3]  والقانون الإطار51.17 [4] . فقد نصت المادة 2، من القانون المذكور، على “اعتماد مبدأ التناوب اللغوي، الذي يعد خيارا تربويا يستثمر في التعليم المتعدد اللغات، بهدف تنويع لغات التدريس، إلى جانب اللغتين الرسميتين للدولة، وذلك بتدريس بعض المواد، ولا سيما العلمية والتقنية منها أو بعض المضامين أو المجزوءات في بعض المواد بلغة أو لغات أجنبية (قصد التحصيل الدراسي فيها)». وتنص لامادة 31 من نفس القانون، على “إرساء تعددية لغوية بكيفية تدريجية ومتوازنة تهدف إلى جعل المتعلم الحاصل على الباكالوريا متقنا للغتين العربية والأمازيغية، ومتمكنا من لغتين أجنبيتين على الأقل؛ وذلك إعمالا لمبدأ التناوب اللغوي في التدريس، كما هو منصوص عليه في المادة الثانية من مشروع القانون“.

 فاللغة الفرنسية في المنظومة التربوية المغربية، لغة أجنبية، يتم تدريسها منذ السلك الابتدائي والأولي، إلى جانب  اللغات الرسمية العربية والأمازيغية [5] ولغات أجنبية أخرى كالإنجليزية. وهي لغة عدد من المؤسسات في المغرب (وزارة المالية) ولغة الوسط المهني، وترتبط بالرقي الاجتماعي والنجاح الدراسي والمهني، كما أنها كانت على مدى تاريخ تطور المنظومة التربوية المغربية لغة لتدريس العلوم في مختلف الأسلاك [6]، وهي لغة تدريس العلوم الوحيدة في السلك الجامعي. وقد كان تدريس العلوم في السلك الثانوي إلى غاية سنة 1985 يتم باستعمال اللغة الفرنسية، قبل المرور إلى التدريس باللغة العربية، ثم العودة إلى التدريس باللغة الفرنسية منذ سنة 2014 في السلك الثانوي التأهيلي [7]  عبر المسالك الدولية خيار فرنسية، وسنة 2017 في السلك الثانوي الإعدادي[8] عبر المسالك الدولية خيار فرنسية،  وسنة 2019 في السلك الابتدائي، عبر التناوب اللغوي في مواد التفتح العلمي.

إن  اللغة الفرنسية وسيلة للتواصل كسائر اللغات ، لها حمولة نفسية واجتماعية، وتداولها مرتبط بكونها لغة حية تتطور وتسمح بإدخال مصطلحات جديدة، ومرتبط بالتمكن من الصور الدلالية، وهذه مميزات تجعلها تختلف عن اللغة العربية. هذا إضافة إلى اختلاف الرموز اللغوية ومنحى الكتابة. إن هذه الخصائص تجعل التواصل باللغة الفرنسية وتداولها في الفصول الدراسية يطرح تحديات لأطر التدريس وللمتعلمات والمتعلمين. تحديات مرتبطة ببناء الخطاب العلمي باللغة الفرنسية الذي له مميزات وخصائص مرتبطة بالمحتوى العلمي وأخرى مرتبطة بتصريفه باللغة الفرنسية وبناء الفكر العلمي عبر مجموعة من الممارسات الصفية الملائمة.

فالخطاب العلمي -باللغة الفرنسية- خطاب متخصص يستعمل لغة خاصة لها أهداف خاصة FOS Français aux objectifs spécifiques، وهي لغة لها بنية معينة وتوظف مصطلحات معينة وأدوات لغوية، وفق ترتيب معين في الجمل والفقرات والنصوص. وهو أيضا، خطاب يتشكل من مصطلحات علمية خاصة بكل مجال معرفي lexique spécialisé، وهي مصطلحات لها بنية خاصة وحمولة معينة، وتحيل إلى مجالات من العلوم، ولها معان مرتبطة بالعلم الذي تنتمي إليه. وبما أن كل علم يمكن تعريفه بموضوعه ومنهجيته ومصطلحاته، فالخطاب العلمي له منهجية يستمدها من العلم الذي يحيل إليه. لذلك فالتمكن من المصطلحات العلمية يعتبر ضروريا لكنه غير كاف لبناء خطاب علمي يسمح بنقل المعرفة العلمية وبناء قدرات الفكر العلمي والفكر النقدي.

من خلال ما سبق، يظهر جليا أن تدريس العلوم باللغة الفرنسية يطرح عدة تحديات، مرتبطة بالتمكن من اللغة و التمكن من المنهجية والتمكن من الخطاب العلمي، بالإضافة إلى التمكن من العلوم المدرسة او المدرسية les sciences scolaires.

 

 

  • بعض التحديات اللغوية/الديداكتيكية للتدريس باللغة الفرنسية:

1-2- تدريس الرياضيات

على مستوى التمكن من اللغة الفرنسية في تدريس الرياضيات، نشير إلى بعض التحديات والصعوبات التي تطرح أمام العديد من المدرسين الذين ألفوا لسنوات عديدة، تدريس العلوم باللغة العربية ونذكر هنا ثلاث مستويات أساسية:

  • تحديات مرتبطة بالسهولة في توظيف اللغة الاعتيادية أي اللغة البسيطة المكونة في غالبيتها من الجمل البسيطة المتداولة.
  • تحديات مرتبطة بالتمكن من المصطلحات الرياضية.
  • تحديات ترتبط بالتمكن من لغة الفصل والمقصود بها كل المفردات والتعليمات التي تتردد عادة في التفاعلات الصفية.

وبالإضافة إلى ذلك يواجه الأساتذة تحديات إضافية مثل القدرة على التنسيق والاشتغال مع أساتذة اللغة الفرنسية واستشارتهم في تحديد المعاني وتراكيب الجمل، والتقريب بين الوظائف اللغوية والمفاهيم الخاصة بالرياضيات، وتحديات مرتبطة بالقدرة على الاطلاع ودراسة تجارب الدول الأخرى التي تعتمد التناوب اللغوي،

يتضح من خلال ما ذكرناه بان هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تحول دون التمكن من اللغة الفرنسية في تدريس الرياضيات وتجاوزها مرتبط بالاشتغال لا الحصر على العناصر التالية:

  • الاشتغال على النصوص الرياضية:

النص الرياضي يتكون عموما من عناصر لغوية متنوعة وهي المصطلحات الرياضية والأشكال التراكيبية والنحوية ومن مكممات منطقية. ومن شأن التمكن منها أن يشكل مدخلا أساسيا الى الانتقال للاشتغال الرياضياتي، فحصر وتحديد المكونات اللغوية في النص الرياضي سياهم في فهمه وبالتالي تسهيل مباشرة حله،

 فالمطلوب إذن من الأستاذ هو أن يركز على الكلمات والتعابير الصعبة التي تتطلب شرحا قبليا. ففي كل نص رياضي نجد جملا خبرية وجملا طلبية وجب التمييز بينها. فالجمل الخبرية تكون عادة متعلقة بمعطيات الوضعية. والجمل الطلبية تتميز بوجود ضمائر الاستفهام: ….

ولتبسيط الفهم، يلجأ الأستاذ إلى اعتماد أنشطة صفية متنوعة، فردية أو جماعية تمكن التلاميذ وبكيفية جدلية من تنمية كفاياتهم اللغوية والعرضانية والرياضياتية، فكفايات التعرف (بماذا يتعلق الأمر؟) وتحديد المعطيات (المعطيات المعلومة والمجاهيل) والانتباه إلى معاني المكممات الرياضية والتمييز بين المعطيات وكيفية صياغة أجوبة للأسئلة المطروحة، كل هذا يجب أخذه بعين الاعتبار عند تحليل نصوص التمارين والمسائل الرياضية.

وتنمية واعتمادا على الكفايات العرضانية يمكن للأستاذ عند تبسيطه وشرحه لنص رياضي، أن يستعين بأشكال ورسومات توضيحية، وبخصوص الكفايات الرياضياتية يتعين عليه استنتاج معطيات إضافية/جديدة انطلاقا من استثمار المعطيات الأصلية وان يوجه التلاميذ إلى اختيار الأدوات الملائمة للحساب ولإنشاء الأشكال الهندسية ولصياغة الأجوبة…

  • الاهتمام بالمعجم الرياضي:

نقصد بالاهتمام بالقاموس الرياضي، إيلاء الأستاذ ما يكفي من الانتباه والاهتمام إلى الجوانب التالية:

  • شرح وتدقيق الكلمات والتعابير المستعملة في الرياضيات
  • استغلال المعنى الدارج والمعنى الرياضي لبعض الكلمات من أجل تحسين التعلمات في الرياضيات
  • الصياغة الواضحة للنصوص والتعليمات الرياضية
  • الاهتمام بالتعليمات les consignes وضوحا وتدقيقا
  • الاعتياد على شرح النصوص والتعليمات الرياضية

الانتقال من اللغة المتداولة إلى اللغة الرياضية هو تمرين لا مناص منه بالنسبة للأستاذ لأن العديد من الأخطاء المرتكبة من طرف التلاميذ، مردها إلى أن المدلول يمكن أن يتخذ عدة معاني حسب السياق المرجعي. وتلعب التعليمة في هذا الإطار، دورا حاسما لإزالة اللبس.

نقصد بالتعليمة la consigne في الرياضيات: كل عبارة بسيطة تحدد مهمة يجب القيام بها، وهي في الغالب شفوية وقد تكون كتابية. وتعتبر التعليمة آلية للفهم والتحليل وآلة لبناء تمثل حول المهمة المراد القيام بها كما تعتبر من الكفايات التواصلية المدرسية الأساسية. وتصنف التعليمة إلى ثلاثة:

  • التعليمة االتأكيدية affirmative: المفرد المتكلم، المخاطب الحاضر او المستقبلي، الأمر. أمثلة je calcule, tu trace une figure, fais tes devoirs
  • التعليمة الاستفهامية: تكون تفصيلية، حيث يطرح السؤال ويتم انتظار الإجابة ويكون السؤال عادة موجها للإجابة
  • التعليمة المصدرية: فعل التعليمة يكون في الحاضر “أنت مطالب بفعل….” Tu es invité à….

ومن المميزات الأساسية للتعليمة أنها غالبا ما تأتي بعد نص رياضي أو رسم أو شكل هندسي أو بعد مجموعة من المعلومات تخص معطيات رياضية. كما أن التعليمة تستعمل أفعالا مترددة مثل décrire, tracer, marquer, indiquer, observer, reproduire, calculer, décomposer, trouver, donner, arrondir, encadrer, recopier, compléter, caractériser…

ومن المهام الرئيسية للمدرس هي أن يدخل الشرح المناسب والمستمر لمدلول النصوص الرياضية وكذلك لتوضيح التعليمة إن كانت غير واضحة الصياغة. فمدلول العديد من الكلمات الرياضية يطرح صعوبات كبيرة ترتبط بتعدد المعنى    polysémie حيث أن الاستعمال الخاص لكلمات في مجال الرياضيات يجد أحيانا تعارضا مع مدلولها في المجالات أو في الحياة العامة. ونورد بهذا الخصوص بعض الأمثلة:

  في الرياضيات في الحياة العادية
أطر encadrer …..بقيمة أصغر وأخرى أكبر –          وضع داخل إطار

–          تأطير متدرب أو نشاط…

 

منتصف milieu

 

نقطة قطعة متساوية المسافة عن طرفيها وبالنسبة للدائرة نستعمل كلمة مركز

– بعيد عن الجوانب والأطراف

– الوسط الذي تنمو فيه الكائنات الحية

– مجموعة مكونة من أفراد تعيش على مداخيل غير مشروعة

– وسط ميدان (في لعبة كرة القدم)

 

قوس: المعنى في الحياة العادية : سلاح يصلح لرمي أسهم مكونة من فروع شجرة أو من معدن ..

في الرياضيات: هو جزء من دائرة محدد بنقطتين.

يجب أيضا الانتباه إلى الخلط الذي يمكن أن تحدثه المحددات، مثل:

– اعط حلا/بعض الحلول/ الحلول /مجموعة الحلول/ مجموع الحلول/ مجموع كل الحلول

 Donner une, des, les solution(s), donner des solutions et l’ensemble des solutions ou somme des solutions

– المحدد la مختلف في الجملة: …la bissectrice est la droite qui

كذلك يجب الانتباه إلى أن العديد من التلاميذ يخلطون ما بين رقم وعدد وما بين الوزن والكتلة وما بين مساحة حيز aire والمساحة surface…. فالأرقام تمكننا من كتابة الأعداد مثل 2021 هو عدد مكتوب بالأرقام 0 و1 و2. والوزن هي القوة التي تحدثها جاذبية الجسم نحو الأسفل والكتلة هي كمية المادة المكونة للجسم.

      كما أن هناك معجم خاص مكون من المختصرات les préfixes:

في الرياضيات عادة ما يصادف التلاميذ مجموعة من الكلمات المكونة من مختصرات أصلها إغريقي لاتيني.  ومن أجل فهمها وحفظها فمن الأهمية معرفة معانيها. بعضها يستعمل في الرياضيات وبالخصوص في مجال القياسات مثل kilo, hecto , centi, mili..  والبعض الآخر يستعمل في مجالات مختلفة مثلocto, déca, équi, dia

هناك أيضا جانب متعلق بالمكممات ومعانيها وكيفية استعمالها وكذلك كتابة الأعداد وقراءتها بكيفية صحيحة…….

من المهم لأستاذ الرياضيات أن يأخذ بعين الاعتبار هذا التنوع في المعاني خلال حصصه الدراسية لأن هذه الأمور ليست بالبساطة عند التلاميذ كما يمكن أن يبدو، فهم لا يزالون في بداية اكتساب هذه المفاهيم و على العموم لا يعرفون إلا معانيها المتداولة. بالإضافة إلى ذلك، فإعطاء الأهمية اللازمة لهذا التنوع في المعنى سيساهم في إغناء المعجم اللغوي للتلاميذ لأنه بذلك سيصبح درس الرياضيات درسا لإغناء الرصيد اللغوي. والتلميذ الذي لا يملك مهارات في قراءة وفهم النصوص الرياضية، لا يمكنه حل المسائل الرياضية.

فأستاذ الرياضيات بلغة أجنبية مطالب بتملك تقنيات سهلة وبسيطة تمكنه من تحليل الخطاب والتعرف على مميزاته وذلك لمساعدة التلاميذ على طرح أسئلة حول بناءاتهم من أجل فهم أكبر وإنتاج أوفر.

2-2- تدريس علوم الحياة والأرض:

يطرح تدريس العلوم باللغة الفرنسية في الثانوي بسلكيه صعوبات وتحديات تواجه أطر التدريس، ويمكن تفصيلها وفق عدة تصنيفات، لكن سيتم التطرق إليها هنا وفق مقاربة وظيفية، باعتماد القدرات والكفايات المهنية التي يتطلبها تدريس علوم الحياة والأرض باللغة الفرنسية في الثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي. فالقدرات والكفايات المهنية للمدرسات والمدرسين في هذه الوضعية تتجاوز القدرات والكفايات المهنية الخاصة بتدريس المادة بسبب المرور إلى التدريس باللغة الفرنسية. و هو المرور الذي أضاف الصعوبات اللغوية لصعوبات تدريس علوم البيولوجيا والجيولوجيا. ويستهدف هذا التدريس المعارف العلمية والمهارات والقدرات، والتي تصنف إلى قدرات التواصل بأنواعه الثلاث، الشفاهي والكتابي والبياني، والقدرات المنهجية والمرتبطة بالنهج العلمي، وقدرات لغوية تتجاوز اللغة الفرنسية إلى اللغة الفرنسية المتخصصة، والقدرات الرقمية والتي ترتبط بتوظيف الرقمي في التدريس

  • القدرات المنهجية: يتم إنتاج المعرفة العلمية وفق النهج العلمي واحترام مراحله، وهذه المنهجية هي التي تمنح المعرفية صفتها العلمية. كما تمر هذه المعرفة من عدة مراحل قبل القبول بها في المجتمع العلمي, فبالإضافة لاحترام النهج العلمي، تتطلب قواعد إنتاج ونشر المعرفة العلمية تقاسمها مع باحثين آخرين ومنا قشتها والمصادقة عليها.

انطلاقا من مثال للنهج العلمي، وهو نهج التقصي، يتم تحديد المشكلة العلمية وهي مرحلة الأشكلة، واقتراح فرضيات ثم اختيار وسيلة التقصي المناسبة، وتجميع نتائج التقصي واستثمارها، ومحاولة إيجاد أجوبة أو حلول تفند أو تؤكد الفرضيات ثم الخروج بخلاصات. إن  احترام كل مرحلة من هذه المراحل يشكل المنهجية العلمية التي تتكون من قدرات منهجية، وهي حتما تتقاطع مع القدرات الأخرى التي ترافقها، كالتواصلية واللغوية والرقمية. إن هذه القدرات رغم كونها مستقلة عن اللغة التي يتم التواصل بها،

القدرات التواصلية: إن التواصل مكون أساسي في التدريس والتعلم، فبالإضافة لأهمية التواصل في إنتاج وتقاسم المعرفة العلمية، من خلال نشرها ومناقشتها،يشكل التواصل داخل الفصل، بين المدرسة والمدرس وجماعة الفصل أولا، وثانيا داخل جماعة الفصل، وسيلة وغاية لتملك المعارف العلمية والنهج العلمي، وبناء التفكير العلمي.  يتطلب تدريس علوم الحياة والأرض باللغة الفرنسية التمكن من قدرات التواصل الشفهي وإعطاء توجيهات  بلغة سليمة لبناء قدرات النهج العلمي، وتوجيه الحوار  ومناقشة الإنتاجات الصفية الفردية والجماعية. كما يتطلب تدريس وتعلم علوم البيولوجيا والجيولوجيا توظيف قدرات التواصل الكتابي وتحرير الفقرات والنصوص العلمية, والتمكن من قدرات التواصل البياني الذي يشكل مكونا مهما في التخصص. تمثل المبيانات  بمختلف أنواعها، جزءا مهما من المقالات العلمية المكتوبة، و قدرات التواصل البياني تشمل قدرات بناءها انطلاقا من نتائج التقصي، وقدرات قراءتها ووصفها وتحليلها واستخراج المعطيات وكذلك تحويلها إلى أنواع أخرى من الأشكال البيانية أو إلى نصوص علمية.

القدرات اللغوية: يتطلب التواصل في الخطاب العلمي باللغة الفرنسية التمكن من قدرات لغوية، تتعلق بالتمكن من المصطلحات العلمية ومواصفات الجملة والفقرات والنصوص باللغة الفرنسية. 

تتميز المصطلحات العلمية في علوم الحياة والأرض بتركيبها وفق قواعد حسب وظيفتها ودلالاتها، انطلاقا من جذر وبناء مصادر وإضافة اللواصق

Affixes والتي تنقسم لنوعين ، وهي البادئات Préfixes وتضاف للجذر في بداية الكلمة واللواحق suffixes وتضاف للجذر في نهاية الكلمة. إن شرح معاني البادئات واللواحق، وأصلها اللاتيني، وذكر أمثلة لكلمات علمية تحتوي عليهاـ يسهل تملك اللغة ويرفع الرصيد اللغوي، بالإضافة إلى اقتصاد طاقة البحث والتذكر، بفعل تجميع جميع الكلمات التي تحتوي على نفس اللواصق في نفس الفئة، وكل تعرف جديد على كلمة جديدة، سيسهل فهمها واستعمالها واستذكارها، لأنها من نفض فئة كلمات تم التعرف عليها.

Préfixes Suffixes
Dys-  anomalie

Dystrophie

-able, -ible Possibilité

Déformable

Syn- en même temps

synchrone

-forme

Filiforme

Cardio- Cœur

Cardiogramme

-pare

Ovipare, vivipare

البادئات واللواحق في الخطاب العلمي باللغة الفرنسية

تتميز الجملة الفرنسية عن الجملة في اللغة العربية بعدة عناصر، فهي جملة فعليةphrase verbale في الخطاب العلمي، والفعل له قوة الفعل la force de l’action ، إذ أن للفعل المستعمل قوة الإشارة للظاهرة التي تحدث.  كما أن ترتيب الإسم الفاعل والفعل يختلف عن اللغة العربية، ففي اللغة العربية يستبق الفعل الفاعل: فعل + فاعل

 تتسارع  الانقسامات / تنقسم الخلايا ، عكس ما يحدث في اللغة الفرنسية  إذ تتكون الجملة من فاعل يسبق الفعل

Les divisions accélèrent / les cellules se divisent

والجملة الفرنسية تتكون من اسم وفعل ومفعول به، وهي جملة اسمية. والفعل فعل مضارع ويسمى مضارع الحقيقة العلمية، أو المضارع العلميle présent scientifique، وهو مضارع للماضي والحاضر والمستقبل، لأن الحقيقة العلمية صالحة مادام إنتاجها تم وفق المنهج العلمي.

خلاصة: كان هدفنا في هذا الجزء الأول هو التحسيس بمواضيع ذات أولية يتوجب الاهتمام بها لبلوغ هدف رفع تحديات أساسية تعترض تدريس العلوم باللغة الفرنسية، وأبرزنا بعض الأدوار الأساسية التي يتوجب القيام بها من قبل الأستاذ كاعتماده على الشروحات والترجمات والمقارنات والتقاربات وتراتبية المفاهيم وأن يستعمل وسائل إيضاح من أجل ضبط أكبر. الأمر الذي سيمكنه من تجويد تحكمه في الخطاب العلمي وتحيين معارفه.

كما أثرنا فقط بعض الأمثلة القليلة للصعوبات التي يمكن أن تعترض التلاميذ والأستاذ على السواء في هذا النوع من التعليم، وأغفلنا قصدا عدة نقط ومحاور أخرى ستكون موضوع أجزاء قادمة من هذه الدراسة.

المراجع

  1. https://www.csefrs.ma/wp-content/uploads/2017/09/Vision_VF_Fr.pdf
  2. http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/BO/2020/BO_6944_Fr.pdf?ver=2020-12-24-133647-943

F.Chafiqi et A.Alagui (2011) Réforme éducative au Maroc et refonte des curricula dans les disciplines scientifiques. Carrefour de l’éducation 2011/3(pages29à50) https://www.cairn.info/revue-carrefours-de-l-education-2011-3-page-29.htm

http://www4.acnancymetz.fr/eurodnl/index.php/joomlafr/80preparerlacertificationdnl/75questcequeladnl

Dagmar AbendrothTimmer,professeure de didactique en langues romanes à l’université de Brême, [en ligne].

(consulté le 12/2/2020)

Michel Fayol et All, 2000, Maîtriser la lecture : poursuivre l’apprentissage de la lecture de 8 à 11 ans, Paris, Éditions Odile Jacob, p.111

 

دستور المملكة المغربية لسنة 2011

المذكرة الإطار للمسالك الدولية رقم 14/133 بتاريخ 26 شتنبر 2014

المذكرة الوزارية رقم 306-17 بتاريخ 28 يوليوز 2017

https://www.constituteproject.org/constitution/Morocco_2011.pdf?lang=ar

[1] Vergnaud.G )1990(, la théorie des champs conceptuels

[2] https://fr.wikipedia.org/wiki/Enseignement

[3] https://www.csefrs.ma/wp-content/uploads/2017/09/Vision_VF_Fr.pdf

[4] http://www.sgg.gov.ma/Portals/0/BO/2020/BO_6944_Fr.pdf?ver=2020-12-24-133647-943

[5] https://www.constituteproject.org/constitution/Morocco_2011.pdf?lang=ar  دستور المملكة المغربية لسنة 20111

[6] F.Chafiqi et A.Alagui (2011) Réforme éducative au Maroc et refonte des curricula dans les disciplines scientifiques. Carrefour de l’éducation 2011/3(pages29à50) https://www.cairn.info/revue-carrefours-de-l-education-2011-3-page-29.htm

[7] رقم 14/133 بتاريخ 26 شتنبر 2014  المذكرة الإطار للمسالك الدولية

[8]  المذكرة  الوزارية رقم 306-17 بتاريخ 28 يوليوز 2017

 

*مفتشة تربوية لمادة علوم الحياة والأرض

**مفتش تربوي لمادة الرياضيات




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...