خبراء من صندوق النقد الدولي يتوقعون استمرار صعود أسعار الطاقة إلى غاية 2022

-ملفات تادلة24- وكالات

توقع خبراء من صندوق النقد الدولي تواصل الصعود الحاد في أسعار الطاقة إلى غاية العام القادم, مؤكدين أنها إذا استمرت اكثر من ذلك فإنها ستشكل عبء على نمو الاقتصاد العالمي.

واعتبر الخبراء أدريا بيسكاتوري, ومارتن شتومر, ونيكو فالكس, أنه “يجتمع الان مزيج من العوامل غير المسبوقة التي تعكر الاجواء في أسواق الطاقة العالمية, وتعيد إلى الأذهان ذكريات أزمة لطاقة التي وقعت في سبعينات القرن الماضي, وتزيد من تعقيد افاق التضخم والاقتصاد العالمي التي يغلب عليها عدم اليقين بالفعل”.

وأشار الخبراء في هذا السياق, إلى ارتفاع فوري لأسعار الغاز الطبيعي بأكثر من أربعة أضعاف مسجلة مستويات قياسية في أوروبا واسيا, “وهي ارتفاعات سعرية حادة غير مسبوقة من حيث استمراريتها وبعدها العالمي”.

غير أنه يتوقع أن ترتد هذه الأسعار إلى مستويات “أقرب إلى الطبيعية” في مطلع العام القادم حين ينحسر الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة وتتعدل على أساسه الإمدادات, حسب الخبراء.

ولكن “في حالة ظلت الأسعار على ارتفاعها المسجل في الآونة الأخيرة, فقد يتحول الأمر إلى عبء معوق للنمو العالمي”.

ووصلت أسعار النفط الخام “برنت” مؤخرا إلى مستوى لم تشهده منذ سبع سنوات حيث تجاوز سعر البرميل 85 دولارا, مع بدء أعداد متزايدة من المشترين في البحث عن بدائل لتوليد طاقة التدفئة والكهرباء في ظل نقص فعلي في الإمدادات.

وتزايد ايضا الطلب على الفحم, حيث يتزايد لجوء محطات توليد الكهرباء إلى استخدامه, مما دفع بالأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ 2001, ما قاد بدوره إلى ارتفاع تكلفة ترخيص انبعاثات الكربون في أوروبا.

وبالنظر إلى هذه الخلفية, ذكر الخبراء ببداية الجائحة, حين عطلت القيود كثيرا من الأنشطة في مختلف قطاعات الاقتصاد ما أفضى ذلك إلى انهيار استهلاك الطاقة, مما أدى بشركات الطاقة إلى إجراء تخفيضات كبيرة في استثماراتها. غير أن استهلاك الغاز الطبيعي انتعش بسرعة مدفوعا بالإنتاج الصناعي, الذي يمثل حوالي 20 بالمائة من استهلاك الغاز الطبيعي, مما عزز الطلب في وقت كانت فيه الإمدادات منخفضة نسبيا.

واعتبر الخبراء أن رد فعل إمدادات الطاقة كان “بطيئا” تجاه الإشارات السعرية نتيجة لنقص العمالة وتراكم أعمال الصيانة المتأخرة وزيادة طول الفترة المسبقة التي تستلزمها المشاريع الجديدة والاهتمام الهزيل من جانب المستثمرين في شركات الطاقة المولدة من الوقود الأحفوري.

وفي هذا السياق, ذكروا بأن انتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة, على سبيل المثال, لا يزال دون مستويات ما قبل الأزمة, بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج في هولندا والنرويج أيضا فضلا عن تباطأ الشحنات من أكبر مورد لأوروبا وهو روسيا.

كما أدت الأحوال الجوية -يضيف ذات المصدر- إلى تفاقم اختلالات سوق الغاز, فقد زاد الطلب على التدفئة والتبريد من جراء برد الشتاء القارس وحر الصيف الشديد في نصف الكرة الشمالي.

وفي الوقت نفسه, انخفض توليد الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة والبرازيل بسبب موجات الجفاف مما كبح إنتاج طاقة المياه من جراء انخفاض منسوب الخزانات وكذلك بسبب انخفاض توليد الطاقة من الرياح في أوروبا الشمالية إلى مستوى دون المتوسط في صيف وخريف هذا العام.

ويتوقع خبراء صندوق النقد الدولي عودة أسعار الغاز الطبيعي إلى مستوياتها العادية بحلول الربع الثاني من العام حين تخف الضغوط الموسمية مع نهاية الشتاء في أوروبا واسيا وهوما تشير إليه أسواق العقود الاجلة أيضا.

ومن المرجح أيضا أن تنخفض أسعار الفحم والنفط الخام, غير أن عدم اليقين لا يزال مرتفعا وقد يؤدي وقوع صدمات صغيرة في الطلب إلى إحداث قفزات جديدة في الأسعار, حسب الخبراء.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...