“دون” للكندي فيلنوف في مهرجان البندقية يسعى إلى إنهاء “اللعنة السينمائية” للرواية الشهيرة (زاوية)

   – ملفات تادلة24- أ ف ب

هل سيغرق المخرج الكندي دوني فيلنوف في رمال أراكيس؟ يتوقع أن تشكل النسخة الجديدة من “دون” حدثا في مهرجان البندقية السينمائي، وهي رواية شعبية قرأها الملايين لكنها في الوقت كانت بمثابة لعنة للمخرجين الذين تجرأوا على اقتباسها.

بعد آلاف السنين من عصرنا ، يتنافس ذوو النفوذ والسلطة والقبائل للسيطرة على التوابل، وهي عبارة عن مزيج يطيل العمر ويوفر قدرة على توقع المستقبل . تحصد هذه التوابل على كوكب من الرمال الملتهبة، موبوء بالديدان العملاقة الهائلة، تطلق عليه تسمية “أراكيس” أو “دون”.

من خلال أول الأجزاء الستة من سلسلة “دون” ، وضع فرانك هربرت العام 1965 أسس “أوبرا الفضاء” التي أصبحت عملا رئيسيا في مجال الخيال العلمي كان له تأثير كبير وخصوصا في سلسلة أفلام “ستار وورز” (“حرب النجوم”).

اجتذبت قصة الأمير الشاب بول أترايديس الذي أصبح نبي الـ”فريمن”، وهم شعب “أراكيس”، نحو 20 مليون قارئ اشتروا رواية الخيال العلمي التي أصبحت “الأكثر مبيعا والأكثر قراءة” في العالم ، وكذلك أكثر رواية علمية “كتب عنها أو درست وخصوصا في إطار العمل الجامعي”، على ما أوضح لوكالة فرانس برس الباحث في المركر الوطني للبحوث العلمية في فرنسا رينو غيليمين، وهو أحد أبرز هواة “دون” في فرنسا وشارك في مراجعة ترجمة هذه الرواية التي أصبحت من الكلاسيكيات.

ولاحظ أن ما تخيلته هذه الرواية “أبهر أجيالا من القراء”، كديدان الرمل، والعرق المعاد تدويره ، أو الـ”بيتي جيسيريس”، وهي جماعة من المقاتلات القادرات على التأثير من خلال الفكر.

ويرى عشاق هذه الرواية فيها عملا رؤيويا تناول استباقيا ما أصبح لاحقا قضايا العصر كالاحتباس الحراري، والنفوذ الكبير لشركات التكنولوجيا العملاقة المعروفة بـ”غافا”، والأثر الواسع للتكنولوجيا.

وتبدو “دون” التي تجمع أجواء التراجيديا اليونانية والأسطورة التوراتية وملحمة القرون الوسطى، رواية مثالية لاقتباس عمل سينمائي، لكن الأعمال التي استلهمتها للشاشة الكبيرة كو نت عنها سمعة “الفيلم الملعون بامتياز” ، على ما أوضح لوكالة فرانس برس لويد شيري، الذي أعاد نشر عمله المرجعي “كل شيء عن +دون+” ، وأسس المدونة الصوتية (بودكاست) “إنه أكثر من خيال علمي”.

فالفرنسي المولود في تشيلي أليخاندرو جودوروفسكي الذي كان من المخرجين البارزين في سبعينات القرن العشرين، أخفق في مشروع اقتباس ضخم لهذه الرواية كر س نفسه لإنجازه بين عامي 1973 و1977. وكان جودوروفسكي يعتزم إسناد أدوار في الفيلم للرسام الإسباني سلفادور دالي والنجم الفرنسي آلان ديلون والممثل والمخرج الأميركي أورسون ويلز ورسام القصص المصورة موبيوس وفرقة “بينك فلويد” الموسيقية.

لكن هذا المشروع الاستثنائي في تاريخ السينما لم ير النور بسبب نقص الإمكانات الكافية، وأعد عنه فيلم وثائقي العام 2013 بعنوان “جودوروفسكيز دون”.

وبعدما كاد ريدلي سكوت يحو ل “دون” عملا على الشاشة الكبيرة، جاء دور ديفيد لينش. وبعد سبع نسخ من السيناريو، تطلب الفيلم ستة أشهر من التصوير الشاق جدا في المكسيك، بديكورات ضخمة، وآلاف الأزياء ، لكن الآلة الهوليوودية ما لبثت أن سحقت إبداع صانع الفيلم.

فالفيلم الذي تولى دور البطولة فيه كايل ماكلاكلن وكان أحد أكبر الإنتاجات في ذلك الوقت بموازنة بلغت 40 مليون دولار، واجه فشلا تجاريا لدى عرضه، فأصبح بمثابة “كابوس” بالنسبة إلى مخرج فيلم “مولهولاند درايف”.

في ضوء هذه التجارب الفاشلة، هل ينجح فيلنوف، وهو نفسه من أشد المعجبين بروايات فرانك هربرت ، في استمالة المعجبين بـ”دون” والجمهور العام؟

لقد سبق لهذا المخرج ذي المكانة الكبيرة في هوليوود أن أثبت قدرته على معالجة أساطير الخيال العلمي من خلال فيلم “بلايد رانر 2049” عام 2017 ، وهو تكملة لتحفة ريدلي سكوت. في فيلمه “دون”، جمع طاقما من النجوم، كأوسكار أيزك وريبيكا فيرغسون وتيموتيه شالاميه وخافيير بارديم وزندايا.

ويشكل فيلم فيلنوف اختبارا مهما لشركات الإنتاج السينمائي التقليدية التي أنهكتها الجائحة وأث ر عليها الإقبال المتزايد على منصات البث التدفقي وتراجع نموذج الأبطال الخارقين، والتي تحلم بأن يصبح “دون” سلسلة أفلام جديدة تستقطب الجماهير إلى دور السينما.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...