– بوكروم سلمان* –
يمكن وصفه بـ ’’بيغاسوس – غيت‘‘ ما كشف عنه تحقيق أجرته 16 مؤسسة إعلامية ونُشرت نتائجه الأحد عن أن برنامج “بيغاسوس”(Pegasus) للتجسس، الذي تنتجه شركة “إن إس أو” (NSO) الإسرائيلية، استخدم لاختراق هواتف صحفيين ومسؤولين وناشطين بأنحاء متفرقة من العالم.
ويستند التحقيق الذي أجرته 16 وسيلة إعلامية دولية من بينها صحف “لوموند” (Le Monde) الفرنسية، و”زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، والغارديان البريطانية The Guardian ، والواشنطن بوست الأميركية The Washington Post إلى لائحة حصلت عليها منظمتا “فوربيدن ستوريز” (Forbidden Stories) والعفو الدولية للأشخاص الذين تم استهدافهم.
وتتضمن تلك اللائحة التي تتحدث عنها صحف ووسائل إعلام عالمية نحو 50 ألف رقم هاتف يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم شركة “إن إس أو” الإسرائيلية للبرمجيات الاستخباراتية موضع اهتمام منذ العام 2016.
وتضم اللائحة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 سياسي و85 ناشطا حقوقيا و65 رجل أعمال، وفق التحليل الذي أجرته المجموعة، وقد تأكد اختراق أو محاولة اختراق برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية 37 هاتفا.
وكشف التحقيق الاستقصائي لتحالف من المؤسسات الإعلامية عن اختراق حكومات لهواتف صحافيين ونشطاء وحقوقيين مستخدمين برنامج طورته شركة إسرائيلية متخصصة في تقنيات التجسس.
وأظهر التحقيق الذي يحمل عنوان “مشروع بيغاسوس” وجود 37 محاولة اختراق ناجحة لهواتف ذكية تعود ملكيتها لصحافيين ونشطاء حقوقيين ومديرين تنفيذيين وامرأتين مقربتين من الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
و ظهر أن حكومات منها عربية تتجسس على معارضيها ببرنامج “لسان الشيطان”، حيث أكد خبراء وجود أدلة على تجسس عدد من الدول، من بينها دول عربية ضمنها المغرب على معارضيها، اعتمادا على برنامج تجسس طورته شركة إسرائيلية. واستهدفت هذه العملية أكثر من 100 شخص حول العالم بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة “ان.اس.او” الإسرائيلية، وفق تقرير نشر الأحد.
وهذه الشركة التي أسست في العام 2011 في شمال تل أبيب، تسوق برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي يخترق الهواتف الذكية، ما يسمح بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى مكالمات مالكه.
وفي ديسمبر الماضي، انضم عمالقة التكنولوجيا بما في ذلك شركتا “مايكروسوفت” (Microsoft) و”غوغل” (Google)- إلى المعركة القانونية التي خاضتها “فيسبوك” (Facebook) ضد شركة القرصنة الإسرائيلية “إن إس أو”، وقدموا مذكرة مساندة في محكمة فدرالية حذروا فيها من أن أدوات الشركة “قوية وخطيرة”.
وقدمت المذكرة إلى محكمة الاستئناف الأميركية، وفتحت بذلك جبهة جديدة في دعوى فيسبوك ضد “إن إس أو”، والتي رفعتها في 2019 بعد أن تم الكشف عن أن شركة المراقبة الإلكترونية قد استغلت خطأ في تطبيق المراسلة الفورية “واتساب” (WhatsApp) المملوك لشركة فيسبوك، للمساعدة في مراقبة أكثر من 1400 شخص حول العالم.
و برنامج بيغاسوس مزود بـ “برامج الحرب الرقمية”، تنتجه شركة NSO وتتخذ من إسرائيل مقراً لها، وتبيع برنامج بيغاسوس للتجسس على الهواتف المحمولة للحكومات.
* صحافي متدرب