العدد الجديد (467) من جريدتكم ملفات تادلة في الأكشاك.
– ملفات تادلة 24 –
العدد 467 من جريدة ملفات تادلة
افتتاحية العدد:
#«أنقذوا_سليمان_الريسوني… حتى لا نكون شهودا مشافوش حاجة»
سنة كاملة قضاها الزميل سليمان الريسوني في زنزانته، دون محاكمة، بتأجيلات لجلسات لم يعد أحد يحصيها، خصوصا منذ بدئه الإضراب عن الطعام، الذي ناهز الشهرين، لنضع أيدينا على قلوبنا خوفا من مأساة لم يعد بوسعنا تحملها.
رغم كل ذلك لازال المسؤولون يضعون أذنا من طين وأخرى من عجين، وآخرون يحاولون إيهامنا أن الوضع الصحي للزميل سليمان على أحسن حال، ضدا على كل التجارب والمعطيات العلمية التي أثبتت خطورة هذه الخطوة، التي لا يلجأ إليها المرء إلا اضطرارا، خصوصا بعد اليوم الأربعين منه.
يقول الدكتور سالم جونجور عضو اتحاد الأطباء الأتراك، في شرحه لآثار الإضراب عن الطعام «إن الخطر الحقيقي على صحّة المضربين عن الطعام يبدأ بعد أربعين يومًا. فبعد هذا اليوم وبالإضافة لتلف الأنسجة المستمرّ يبدأ قصور في عمل الأعضاء الرئيسية في الجسم، الأمر الذي قد يؤدّي إلى تلف هذه الأعضاء والذهاب للموت المحقق.»
يضيف الدكتور سالم أن الأعضاء الرئيسية في الجسم تدخل مرحلة الخطر بعد ستين يومًا من بدء الإضراب، فبعد شهرين من الإضراب عن الطعام يبدأ القلب والكليتان بالانهيار، ويظهر ضعف في وظائف هذه الأعضاء، الأمر الذي يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة المضرب عن الطعام. وفي هذا المرحلة أيضًا قد يشهد المضرب عن الطعام نزيفًا ينتج من تشقّق الجلد، الأمر الذي يهدّد حياة المضرب لأنه يقلل من كمية الدم الناقلة للأكسجين.
إضراب سليمان الريسوني عن الطعام جاوز الستين، ويقارب السبعين يوما، وقد بعث رسالة إلى المحكمة يقول فيها أنه عاجز عن الحضور إلى آخر جلسة من محاكمته، لأنه عاجز عن الحركة والكلام والتركيز، ولازلت إدارة السجن تصر على أن الأمر على خير، فيما يبدو أن من يكتب تقاريرها يضع نظارات تظهر له ما يريد أن يراه، حتى لو كان الحس السليم يقول عكس ذلك.
كل حيثات هذه القضية تثبت يوما بعد يوم، لمن لازال لديه أدنى شك، أن الأمر يتعلق باعتقال تعسفي، وتعاطي انتقامي، خارج كل المعايير والمساطر القانونية المفترض أن يجري بها العمل.
آن الأوان لإطلاق سراحه، قبل فوات الأوان، آن الأوان لتصحيح الوضع، وتمتيعه بشروط «محاكمة عادلة»، تتوفر له فيها حقوق الدفاع، كما يكفلها القانون، على قدم المساواة مع خصمه/خصومه.
سليمان مكانه اليوم لا في السجن ولا في المحكمة، بل في المستشفى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يفوت الأوان.
سليمان فقد 40 كيلوغراما من وزنه، ولازال الوضع قابلا لمزيد من الانهيار.
سليمان من شدة إحساسه بالظلم أثبت بالملموس أنه عازم على موصلة معركته حتى آخر رمق. وأمام إصرار المسؤولين على صم آذانهم والاكتفاء بسماع معزوفة التامك التي لم تعد تطرب أحدا، بل على الأرجح لم تعد تقنعه هو نفسه.
لنصرخ جميعا بصوت عالٍ «أنقذوا سليمان الريسوني… حتى لا نكون شهودا مشافوش حاجة»