مركز تصفية الدم بوادي زم وحدة استشفائية ذات توجه اجتماعي قوي

-ملفات تادلة 24- و م ع

يعد مركز تصفية الدم بوادي زم ، الذي تم إنجازه سنة 2010 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة استثمارية تقدر ب7 ملايين درهم، وحدة استشفائية ذات توجه اجتماعي قوي، تساهم في تعزيز العرض الصحي لفائدة الفئات الهشة التي تعاني من القصور الكلوي.

ويجسد هذا المركز المقام داخل مستشفى محمد الخامس المحلي بوادي زم على مساحة 700 متر مربع، الجهود المكثفة والمتواصلة التي ما فتئ المغرب يبذلها من أجل تحسين ظروف الولوج إلى الخدمات والعلاجات الطبية للأشخاص المعوزين أو في حالة هشاشة.

ويترجم هذا المركز ، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2012 ، الرعاية التي يوليها جلالة الملك للأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي المزمن، حيث يقدم لهم ، وبشكل حصري ومجاني ، مجموعة واسعة من الخدمات الصحية.

وتعد الفئات المحتاجة ، التي تستفيد من نظام المساعدة الطبية (راميد)، المؤهلة للاستفادة من خدمات مركز تصفية الدم بوادي زم.

وقال الحسن بهيون نائب رئيس مؤسسة “البحيرة” للتضامن الاجتماعي، التي تشرف على تسيير هذه الوحدة الطبية والاجتماعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “ما مجموعه 52 مريضا، يحملون بطاقة راميد، يتكفل بهم حاليا المركز ، ونقدم لهم فيه الخدمات الصحية النوعية”.

وأضاف أن المؤسسة تتكفل بتغطية جميع النفقات والمصاريف المتعلقة بحصص تصفية الدم، وتوفر أيضا للمرضى الأدوية والمتابعة الطبية المنتظمة والتحاليل البيولوجية والبيو-كيميائية، وكذلك الفحوصات الطبية الدورية لدى أخصائيين خارج المستشفى، علاوة على النقل بين منازلهم ومكان العلاج.

وأوضح أن المؤسسة، التي تدير أيضا مركزي تصفية الدم في كل من بنسليمان وبن أحمد وتوفر أيضا خدمات لفائدة المرضى المسجلين على لائحة الانتظار، قامت بالتكفل مؤخرا بتغطية تكاليف عملية زرع كلية لصالح مريضة وكذلك المتابعة الطبية لمريضة أخرى خلال فترة حملها، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة أنجبت طفلا بصحة جيدة ، وهو أمر نادر الحدوث لمصاب بقصور كلوي.

ويتوفر مركز تصفية الدم بوادي زم على ثلاث غرف لتصفية الدم تحتوي على 15 سريرا ، ويعمل به فريق طبي وشبه طبي مكون من 16 شخصا من بينهم طبيب عام و10 ممرضات يسهرون على ضمان التكفل، ومواكبة طبية واجتماعية للمرضى الأكثر احتياجا، الذين يعانون من القصور الكلوي المزمن والحاد.

ولتمكينه من مواصلة تقديم خدمات عالية الجودة للمستفيدين، تخصص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمركز تصفية الدم وادي زم إعانة سنوية على شكل منتجات بقيمة 300 ألف درهم ، مع العلم أن الميزانية التسييرية لهذه الوحدة تصل إلى 1.8 مليون درهم.

وتساهم المبادرة في تجهيز المركز بالآلات المطلوبة، حيث خصصت لها مؤخرا مساهمة بنسبة 70 في المائة من سعر شراء أربعة محولات لتصفية الدم بقيمة تبلغ 480 ألف درهم حتى يتمكن المركز من التكفل بالمزيد من المرضى.

كما سددت للمركز 70 في المائة من سعر شراء آلات وأجهزة التعقيم والمعقمات، بقيمة 100 ألف درهم ، ومبلغ معادل لبناء مخزن طبي ومطرح للنفايات الطبية.

وأوضح رئيس مصلحة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة خريبكة الطيب خلدون، أن مركز تصفية الدم بوادي زم من المشاريع الرائدة بالمنطقة، تم إنشاؤه في إطار البرنامج الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يهدف إلى مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة .

ولفت إلى أن هذه المواكبة تتمثل بالأساس في التكفل بالأشخاص المستفيدين داخل مراكز متخصصة كمراكز استقبال الأطفال المتخلى عنهم وذوي الاحتياجات الخاصة ودور العجزة.

كما أشار إلى أن هذا المنشأة الطبية والاجتماعية المحلية للقرب جاءت لسد النقص الصارخ في العرض المخصص لمرضى القصور الكلوي ، مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا يضطرون للتنقل إلى الدار البيضاء لإجراء جلسات تصفية الدم ، مع كل ما ينجم عن ذلك من مشاق.

ويكتسي مركز تصفية الدم بوادي زم أهمية اجتماعية كبيرة، باعتباره أحد أهم الإنجازات الرائدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم خريبكة.

ويوفر المركز، المخصص لتوفير علاج للمرضى المعوزين الذين يعانون من القصور الكلوي وتقريبه من أماكن إقامتهم، أفضل ظروف الراحة والأمان وجودة الخدمات العلاجية لفائدة المستفيدين، ومع ذلك يتعين تعزيز طاقاته الاستيعابية، وتطوير أساليب عمله ، من أجل التمكن من تلبية الطلب المتزايد على هذا النوع من العلاج، وتعزيز العرض الطبي الخاص بالفئات الهشة.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...