جهة بني ملال خنيفرة … ماذا وراء حرب البيانات؟ (2) حميد سعيد: النخب هي أحد معيقات التنمية بالإقليم

في سياق تتبع خلفيات الصراع الذي تفجر على مواقع التواصل الإجتماعي بين رئاسة مجلس جهة بني ملال خنيفرة ورئاسة المجلس الإقليمي كان لنا في ملفات تادلة حوار مع الفاعل الجمعوي بخنيفرة حميد سعيد، نترككم معه.

1 كيف تابعتم فصول الصراع بين المجلس الإقليمي لخنيفرة ومجلس جهة بني ملال خنيفرة؟

ما كان مفاجئا هو بيان رئيس المجلس الإقليمي ردا على بيان رئيس المجلس الجهة والذي يقول بأن الممثلين في إقليم خنيفرة لم يقدموا أية اقتراحات وليس لهم حضور، هذا الأمر يمكن تناوله في إطار الهدر التنموي الذي سنتحدث عنه، إذن نحن نفاجأ ببيان من طرف رئيس المجلس الإقليمي رغم أنه غير معني، وهو ما يعني أن وجوده أصبح نشازا وغير منسجم مع الأدوار التي ينبغي القيام بها.
من جهة ثانية على المجلس الإقليمي أن يتوفر على البرامج التنموية وأن يتوفر على الرؤية الاستراتيجية للمنطقة، أيضا يجب ان يكون هو الفضاء والقناة الرئيسية للتسريع بمشروع الجهوية المتقدمة ولكن كيف يمكننا أن نخوض معارك الجهوية الموسعة بمجالس ضعيفة جدا ومهترئة، وهذا ما يعيق التنمية ويساهم في الهدر التنموي.

2 حسب متابعتكم للشأن المحلي والإقليمي، هل يمكنكم إعطاء تقييم لأداء المجلس الإقليمي لخنيفرة؟

فيما يتعلق بالسؤال المتعلق بتقييم أداء رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة أو أداء المجلس الإقليمي بشكل عام، لا يمكن مناقشته بمعزل عن الأداء العام أو الأداء السياسي العام في المغرب، لأن موقع رئيس المجلس الإقليمي موقع سياسي، فالمجلس الإقليمي هو أعلى مؤسسة لتدبير الشأن المحلي إقليميا، وفي إطار نقاش التقييم نتكلم كمراقبين، وبالتالي فإن تقييمه يتم وفق المؤسسات التي تتابعه مثل المجلس الأعلى للحسابات أو جمعيات تعد تقارير مثل العمل الذي تقومون بها الآن.
بخصوص أداء رئيس المجلس الإقليمي يعتبر حالة شاذة في المغرب، نظرا للاحتجاجات التي طالت فترة ولايته، ونظرا للفساد الذي أصبح متفشيا ونظرا للخروقات حتى في المؤسسات التي ينتمي إليها، وحين يصبح رئيس المجلس الإقليمي هو رئيس المجلس الذي يسير الشأن العام هو أول من يخرق توجيهات وتوصيات الدولة فهذا أمر خطير، وكمثال على ذلك خرق تدابير الحجر الصحي بإقامة وتنظيم حفلات.

3 ما الذي تقصدونه بالهدر التنموي؟

يمكن الحديث هنا عن الهدر التنموي والفرص التي فوتها علينا المجلس الإقليمي، حينما نتحدث عن التنمية فهي متشعبة، فهناك التنمية على مستوى الدخل ويمكن حسابها من خلال مجموعة من المؤشرات، أما على مستوى الديمقراطي فهناك التنمية الديمقراطية، من خلال تحفيز الناس في المشاركة في الاختيار ومشاركة المجتمع المدني في الاقتراحات، ولكن رئيس المجلس الإقليمي أرجعنا سنوات إلى الوراء إن لم أقل عشرين سنة على أقل تقدير هذا التدبير الذي يقوم به الرئيس والمتعلق بالهدر التنموي.
أنا لا أتحدث الآن عن المشاريع التنموية ولكن عن الأمور المهدورة، عن الهدر التنموي، لنتحدث عن الرئيس فهو لا يحترم انتماءه للحزب ولا يحترم التأطير في الحزب، وهو العضو في أجهزة الحزب وفي المكتب الوطني للحزب لم يستطيع أن يكون فريقا للحزب في الإقليم، فكيف يساهم إلى جانب الدولة في إشراك المواطنين في العمل السياسي، فهو يعمل بدون برنامج، فهو لا زال يستعمل النكتة والحيل ولا زال يستهزئ حتى برموز الدولة من المناضلين ومن التنمية ومن المواطن، وهذا ما يعيق التنمية ويساهم في الهدر التنموي.

4 تحدثتم عما أسميتموه الهدر التنموي، برأيكم ما هي معيقات التنمية بإقليم خنيفرة؟

النخب هي أحد معيقات التنمية بالإقليم، النخب التي يتم اختيارها هي نخب فاسدة، ليس لها تاريخ سياسي ولا رؤى ولا برامج وليست لها دراية بالتنمية، هم أناس يتم صناعتهم في مختبرات ويتم المجيء بهم إلى هذا الشعب المقهور وهذه الفئة، خصوصا أن الجميع يعرف أن إقليم خنيفرة هو من الأكثر هشاشة على مستوى المغرب. وذكرنا كثيرا أن خصوصية الأطلس المتوسط تفرض عليه أن تكون تنميته تنمية خاصة ليست كباقي رؤى التنمية، باعتبار توفره على ربع مخزون الماء بالمغرب أي أن حوالي عشرة مليون نسمة تشرب من هذا الماء، وبالتالي لا يمكن أن نقوم بتنمية صناعية ولا وحدات صناعية.
إضافة إلى أن 21 في المائة من الغابة في المغرب متواجدة بالأطلس المتوسط، وبالتالي فرهانات المغرب هو توسيع هذه الغابات وبالتالي فإن المشاريع التي تخدم التنمية هنا هي مشاريع ثقافية يحضر فيها العنصر الثقافي أكثر من العنصر الصناعي أو التجاري وهذا لا ينسجم مع وجود رئيس مجلس إقليمي لا يفقه في هذا المجال. ومن جانب آخر هو لا يعترف بالديمقراطية التشاركية، هو يريد الموالين فقط، ويعتبر من يعارضه عدوا، وأرى أن فترة ولايته بالمجلس الإقليمي أضرت الإقليم بشكل كبير، فإلى حدود اليوم لا يتوفر على رؤية، ولو كانت هناك رؤية سندافع عنها كلنا، لكن للأسف لا يوجد برنامج ولا رؤية أو استراتيجية.

5 أعطيتم صورة قاتمة ولنقل أنها سوداوية عن أداء المجلس الإقليمي، ورئيسه بشكل خاص، بينما هناك مؤشرات عن أنه يقوم بمجهودات ويلقى تأييدا يؤهله للفوز في الانتخابات القادمة بشكل مريح، كيف تفسرون ذلك؟

لتوضيح الصورة هو كائن سياسي ويجب أن نفرق في الأطلس المتوسط، هناك ثلاث معيقات، أولا العملية السياسية ثم العملية الانتخابية، ثم أخطر شيء نعيشه هنا هو تأثير القبيلة، الرئيس يستعمل المؤثرات الشوفينية والرجعية للقبيلة ويحشد على هذا الأساس في حين أن الديمقراطية هي تجاوز كل ذلك، ودعنا نتفق بأن معيق تطور الدولة في المغرب هو القبيلة، وهو يعمل على تكريسه.
أما فيما يتعلق بمشاركته من عدمها فهو فقط كائن انتخابي وليس فاعلا سياسيا، والدليل هو أنه في مريرت لن نجد حزب استقلال نشيطا، اين برنامج حزب الاستقلال هنا؟، أين أداء حزب الاستقلال؟، أنا لا أتكلم عن باقي الأحزاب فهي جميعا تتشابه وتركيزي عليه لأنه هو من يدبر الشأن العام، فالأداء السياسي غير موجود.
وبالتالي هو يتقن العملية الانتخابية ويستغل القبيلة، خلال السنتين الماضيتين بما فيها ظروف الحجر الصحي استغل الناس، فالناس يصوتون عليه ليس لأنهم يريدونه، ولكن أن الناس فقدوا الثقة وهذا أمر يجب توضيحه. فالدور الذي ينبغي عليه القيام به هو مساعدة الدولة على أن تكون هناك مصالحة ما بين المواطنين والدولة، والرفع من المشاركة السياسية وإعادة الثقة في المؤسسات.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...