عادل المحبوبي
خلال شهر غشت من العام الماضي، توالت التدوينات من حساب فايسبوكي إلى آخر، عبرت بعضها عن صدمة مدونيها، وعن حزن البعض الآخر، بسبب إعلان الأستاذ والصحافي موحى أفرني عن اعتزاله عالم السلطة الرابعة من بابها الواسع، مقررا بذلك التفرغ لحياته الأسرية والعائلية، بعد عقود طويلة من العمل الجاد بمهنتي المتاعب (الصحافة والتعليم)، مخلفا وراءه حبا واحتراما قل نظيرهما من لدن كل من عرفه عن قرب أو حتى عن بعد لما سمع عنه من دماثة أخلاق ومهنية افتقدت بشكل كبير في أيامنا.
موحى أفرني، المزداد بتاريخ الثامن من يناير سنة ١٩٥٦ ، بجماعة بين الويدان التابعة إداريا لإقليم أزيلال، متزوج وأب لثلاثة أبناء، يعد مرجعا على مستوى الصحافة الرياضية الوطنية، راكم تجربة طويلة، اكتسبها من خلال اشتغاله في العديد من المؤسسات الصحفية الجهوية والوطنية، انطلاقا من رئاسته لتحرير القسم الرياضي لواحدة من الجرائد الجهوية الرائدة لصاحبها « ملفات تادلة » ببلادنا المرحوم محمد الحجام، مرورا بنقله للأخبار والمباريات الرياضية على أثير إذاعات وطنية كراديو مارس والإذاعة الأمازيغية، وتحليلها عبر القناة الأمازيغية في برنامج أسبوعي مباشر، وصولا إلى عضوية تحرير من خلال إشرافه « المنتخب » جريدة على صفحة الهواة بها لسنوات خلت، « موسوعة الهواة » منتزعا بذلك لقب بامتياز.
مرتديا لباسه الرياضي الأنيق، واضعا فوق طاولته فنجان قهوته ،« كافي كريم » المفضلة من نوعية وحاسوبه المتنقل الأبيض الذي يكاد لا يفارقه، يجلس موحى أفرني بشكل يومي في مقهى وسط مدينة بني ملال، عرفت بكونها ملاذا لأغلب مراسلي الجرائد الوطنية بالجهة، الذين يعملون بدون مكاتب خاصة، يباشر موحى أفرني عملية شاقة بتحرير ما تم تجميعه من معطيات رياضية من مصادره الخاصة بشتى ربوع المملكة، تمده بشكل دائم بنتائج مباريات بطولة الهواة المغربية بمختلف الجهات والأقسام، وأخبار فرقها، فمن المستحيل أن تستفسر أفرني عن فريق يمارس بأقسام المظاليم دون أن يعدد لك تفاصيل عجيبة عن ماضيها وحاضرها، وبتفاصيلها المملة. معطيات دأب على تحويلها لمواد مهنية لا زيادة ولا نقصان فيها، محترمة بذلك قواعد التحرير الصحفي السليم وأخلاقياته.
أفرني من القلائل الذين إن ذكرت اسمهم بجهة بني ملال خنيفرة حتى ينبري الكل للإشادة بعفة الرجل وطيبوبته وحبه للخير، جمع بين التدريس والعمل الصحفي والتعليق الرياضي، وأدى الرسالة بكثير من التجرد، صال وجال في الميادين الرياضية، وكان ولا يزال أيقونة وذاكرة حية لكرة القدم الوطنية والجهوية.
قراره المفاجئ بالاعتزال صاحبته العديد من الاتصالات في محاولة من زملائه ثنيه عن قراره، طامعين في أن يبقى حبل الإبداع ممدودا، الأمر الذي استجاب له في نهاية المطاف، مواصلا عمله اليومي بحيوية ونشاط مضاعفين بعد أن لامس الحب والتقدير الكبيرين، الذين غمر بهما بمجرد إفصاحه عن قراره، وهي العودة التي ساهمت في وضع الثقة فيه كرئيس للفرع الجهوي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، وأبقته عضوا بارزا في أقدم وأنشط جمعية نادي الصحافة » : صحفية بالجهة .« لجهة بني ملال خنيفرة.
نشر بعدد غد الجمعة 22 ماي 2020، من جريدة الأحداث المغربية