تشومسكي لم يدع أن كورونا من إنتاج وزرع المخابرات الأمريكية

-ملفات تادلة24-

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقال منسوب إلى المفكر والفيلسوف واللساني الأمريكي وأحد أشد نقاد الامبرالية الأمريكية شراسة، نعوم تشومسكي، يدعي ناشروه أن تشومسكي  يزعم أن الأزمة الحالية المتمثلة في فيروس كورونا تسببت فيها المخابرات الأمريكية، “لايقاف وتأخير التقدم الحاصل في الصين، بهدف ألا تفقد سيادتها الاقتصادية ودورها كدركي للعالم”، وسار المقال في رسم سيناريو جدير بفيلم أمريكي.

بعد الاطلاع على المقال وجدنا صعوبة في تصديق نسبته اللساني الأمريكي المعروف برزانته الفكرية، فكان لزاما أن نحاول التحقق مه وتتبع مصدره.

أغلب الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تعطي أي رابط إلى المقال الأصلي، اللهم نسبته إلى ما سمي “المجلة الرقمية لانسورجي “le numérique de L’Insurgé”  التي من بين اختصاصاتها دراسة تاريخ الحروب والأوبئة“… والتي ببحث بسيطة على الانترنيت لا نجد لها أي أثر.

وبعد أن أجرينا بحثا عثرنا على نفس المقال منشور بعنوان“كرونا covid19” إعادة البناء عبر التدمير”  على موقع هوية بريس القريب من التيار السلفي بالمغرب.

في ختامه، أشار الموقع إلى أنه نقله عما أسماه “مركز القلم للدراسات والأبحاث” لصاحبه خالد محيي الدين الحليبي، وبالرجوع إلى موقع المركز المزعوم نجده ينشر لنعوم تشومسكي بالإضافة إلى المقال المشار إليه والمنسوب إليه، مقالات أخرى بوجهة نظر مختلفة جدا عنه، بما يدل على أنه ليس مركزا بمعنى الكلمة بل هو أشبه بمنتدى لنشر مقالات دون التحقق من نسبتها ولا مصدرها.

 

موقع أنفاس بريس للصحفي المخضرم عبد الرحيم أريري سقط في الفخ أيضا ونشر نفس المقال الملفق !!

اضطررنا إلى البحث بلغات أجنبية علنا نعثر على خيط يفيدنا في التحقق من صحة المزاعم لنتوصل إلى أن المقال لا علاقة له بتشومسكي، بل على العكس من ذلك تماما نجده في حوار مقتضب مع مترجمته الإيطالية فالونتينا نيكول، لحساب جريدة Il Manifesto، نشر يوم 17 مارس 2020،  يقول بشكل واضح وصريح، بعد أثارت معه المترجمة المزاعم المنشورة: ” الوضع خطير، ولا مصداقية للتأكيد على أن الفيروس تم نشره عن قصد

وفي نفس الحوار اعتبر أن “الدول الأسيوية تصرفت بسرعة، بينما تأخر الاتحاد الأروبي في التحرك”

أما بخصوص الولايات المتحدة فقد قال “رد فعل الولايات المتحدة كان فظيعا، كان من المستحيل تقريبا إجراء اختبارات للأشخاص المصابين، لذلك في الواقع ليس لدينا فكرة دقيقة عن عدد الحالات”

وأضاف “لقد ترك العدوان النيوليبرالي المستشفيات غير واقعية. مثال للجميع: تم قطع الأسرة باسم الكفاءة“.

 

في الختام قال تشومسكي باختصار ما نحتاج إلى معرفته عن النظام الذي نعيش فيه: “بشكل عام ، تعد هذه الأزمة مثالًا مهمًا آخر على فشل اقتصاد السوق ، كما هو الحال مع خطر وقوع كارثة بيئية. لقد عرفت الحكومة وشركات الأدوية المتعددة الجنسيات لسنوات أن هناك احتمال كبير لوباء خطير ، ولكن بما أنه ليس من المربح الاستعداد لهذا الاحتمال ، لم يتم فعل أي شيء”.

وبنفس المضمون أجاب تشومسكي عن أسئلة أحمقين مفيدين يوم الخميس 19 مارس Useful Idiots في بودكاست يقدمانه معا، قائلا: “فلنأخذ وباء فيروس كورونا كمثال، إنّ ما يحدث حاليّا صادمٌ بالفعل، إنّ الشّعب لا يتمكّن من إجراء التّحاليل، ولا المستشفيات تمتلك ما يكفي من الأسرّة بسببِ طغيان عقليّة الكفاءة الاقتصادية: فكلّ ما يتوجّب هو أن يكون لديك ما يكفي من الأسرّة للغد القريب دون أيّ وعيٍ لتستعدّ للمستقبل ومفاجآته. النظام الصّحي في مستشفياتنا ينهار، كما أصبحنا فعلا عاجزين عن توفير تحاليل بسيطة، تمكّنت دولة مثل كوريا الجنوبيّة من توفيرها بسهولة، ونعجز، كمجتمعٍ فاعلٍ، أن نواجه وباء كورونا الذي يبدو أنّه خرج عن سيطرتنا، وأننا لسنا مستعدّين لمواجهته. كلّ ما نحسنه، وكلّ ما كان يحسنه زعماؤنا بكفاءة طوال السنين الأربعين الماضية، هو تكديس الأموال في خزائن الأثرياء وقادة رجال الأعمال؛ بينما نسيرُ باستقامة نحو الهاوية.

   وها نحنُ الآن نواجه العواقب، ولو لم نستطع أن نعيَ كارثيّة هذه المشكلة، فإننا لن نمتلك القدرة على الاستجابة لها.”

رابط الحوار مع مترجمة تشومسكي الايطالية فالونتينا نيكول

 

رابط بودكاست Useful Idiots أحمقين مفيدين

 

رابط مقال هوية بريس 

المقال على موقع أنفس بريس

رابط المقال على موقع مركز القلم للدراسات والأبحاث

 

-ملفات تادلة24-

 

الأخبار الزائفة والإشاعة أيضا فيروس خطير ينبغي محاربته




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...