هذا هو د. عبد الرحمن البزري الذي راجت أنباء عن اغتياله بسبب اكتشاف لقاح كورونا

-ملفات تادلة24-

تناقلت العديد من المواقع المغربية والعربية، أمس الخميس 02 أبريل 2020 واليوم الجمعة، نبأ اغتيال عالم تونسي، قيل أنه رئيس الفريق العلمي الذي يجري التجارب النهائية على اللقاح الخاص بفايروس الكورونا، الخبر تم تداوله بكثافة على موقع التواصل الاجتماعي، مصحوبا بالتنديد والاستنكار.

كنت من بين من توصلوا به منذ صباح اليوم، إذ أرسل لي أحد الأصدقاء على المسانجر رسالة مضمونها “اغتيال رئيس الفريق العلمي الذي يجري التجارب النهائية على اللقاح الخاص بفايروس الكورونا “ضحكت واعتبرت الأمر مزحة في غير أوانها، وظننت أن الأمر انتهى عند هذا الحد، … لكنه  لم ينته، إذ توصلت مساء بنسخة شاشة عن نشر موقع مغربي معروف لنفس الخبر مع عنوان “مأساة … اغتيال الفريق العلمي الذي يجري التجارب النهائية على اللقاح الخاص بفايروس الكورونا في ألمانيا” !!، (قبل أن يحذف الخبر الموقع لاحقا، غير أن محرك البحث ظل محتفظا بالعنوان)

تبين أن الأمر أسوء مما ظننت، فكان من الضروري التدقيق في حدود تداول الإشاعة، وضعت العنوان على محرك البحث غوغل .. الصدمة قوية عدد كبير من المواقع العربية ظلت منذ البارحة تتناقل الخبر.

القليل منها، خصوصا التونسية، تناقلته مع بعض التشكيك، المفتقد للجرأة، إذ وجدت أن إعلامية تونسية “رفضت ذكر إسمها” !!! ، شككت في مصداقية الخبر، أما البقية فقد تنافست على اختيار الأوصاف لما اعتبرته فاجعة ( ..حادثة هزت العالم …      مثير ….. بعد عرض ترامب مليار دولار لاستقطاب شركة المانية وحين رَفضت المانيا العرض تم اغتيال أهم عالم مختص فيها…)

المزيد من التحقق أصبح ضرورة.

 

أول خطوة هي استعراض المواقع التي نشرت الخبر، فضلت الاكتفاء بالمواقع التي نشرته في اليوم الأول 02 أبريل 2020، نظرا لكونها أقل عددا ومنها تم نقل الخبر، من طرف المواقع الأخرى.

أحد أول المواقع التي نشرت الخبر،  تبين أنه موقع سوري، باسم جولان تايمز، https://golantimes.com/ ، أقرب إلى مدونة شخصية مجهولة المصدر، لا شيء فيها يعطيها مصداقية لتناقل خبر من هذا الحجم.

وختم بهامش يقول فيه ” الآن قد تأكد العالم ان فيروس كورونا مصطنع من قبل امريكا .والدليل أغتيال البرفسور التونسي محمودعبد القادر البزرتي وكان قدفك الشيفرة الوراثية للفايروس وعزلها مخبريا واعادة تشكيلها ليتحول الفايروس الى لقاح مضاد وذلك اغضب امريكا فقامت باغتياله
انها باختصار جريمة بحق البشرية..” !!!

جريدة الوطن الإخبارية   https://alwatanskynews.com/عنونت الخبر بالقول أخبار العالم: “حادثة هزت العالم…إغتيال طبيب عربي كاد يتوصل الى علاج نهائي لفيروس كورونا بألمانيا”

 

أوردت في التفاصيل أن “….تعيش منذ نصف ساعة الاوساط الطبية الالمانية حالة من الصدمة فقد  اعلن معهد الألماني   Robert Koch Institute عن اغتيال البروفسيور التونسي محمود عبد القادر البزرتي المعروف بالاسم الرمزي الدكتور كمون…”.

 

بالرجوع إلى الموقع الرسمي للمعهد الألماني المشار إليه Robert Koch Institute  لا نجد أدنى إشارة إلى الخبر، آخر الأخبار المرتبطة بالمعهد وبموضوع فيروس كورونا المستجد، ندوة صحفية لرئيس المعهد لوتر فيليب، نشرت على موقع https://www.t-online.de/  تحت عنوان “كوخ: نرى أن الإجراءات تعمل بشكل جيد”، وفي التفاصيل “وفقًا لمعهد روبرت كوخ ، تُظهر إجراءات الحد من وباء الفيروس التاجي في ألمانيا آثارًا قابلة للقياس. قال رئيس معهد RKI لوتار فيلير يوم الجمعة فى المؤتمر الصحفى الدورى بالمعهد ان شخصا مصابا اصاب شخصا اخر فى المانيا فقط لبضعة ايام. لكن هذا ليس سببًا واضحًا تمامًا، يبقى الهدف هو إبطاء انتشار الفيروس. “نحن في بداية الوباء ، لا يمكننا أن نتوقف الآن.”… خلاصة القول لا وجود لأدنى إشارة إلى حادث الإغتيال  المزعوم.

 

ثالث موقع  في ذات اليوم، “موقع إضاءات”، في مقال من  300 كلمة أورد ثلاثة أسماء لنفس الشخص: على الصورة “العالم محمود عبد القادر البنزرتي”، في الفقرة الأولى “العالم محمود الزرفي“، وفي الفقرة الثانية “محمود عبد القادر البزرتي” !!

 

 

ثاني خطوة البحث عن صاحب الصورة المرافقة للخبر. بدأت المعالم تتضح، لا مفاجآت كبيرة .. الصورة لدكتور لبناني، وليس تونسي، إسمه عبد الرحمان .. البزري، وليس عبد الرحمان البنزرتي، وهو رئيس سابق لبلدية صيدا، صورته منشورة بشكل كبير في العديد من الموقع اللبنانية.

مما أنعش الاشاعة أن نفس الإسم، عبد الرحمن البزري، هو بروفسور اختصاصي في الأمراض الجرثومية ، وهو عضو في اللجنة الوطنية للأمراض المعدية بلبنان. و رئيس سابق ​لبلدية صيدا​.

 

حسابه على الفايسبوك يتضمن حوارا أجرته مع صفحة “صيدا تنتفض” يوم أمس الخميس 02 أبريل وهو يوم الاعتيال المزعوم

Gepostet von ‎صيدا تنتفض‎ am Donnerstag, 2. April 2020

في العلاقة مع ألمانيا وفيروس كورونا وتداعياته، الخبر المؤكد والأقرب إلى ما نحن بصدده هو انتحار الوزير الألماني طوماس شايفر وكان قيد حياته وزير مالية ولاية ألمانية، انتحر “بسبب “قلقه البالغ” من التداعيات الاقتصادية لكورونا” كما أوردت ذلك وكالة الأنباء الفرنسية.

 

تقارير إعلامية ألمانية كانت قد كشفت النقاب، في وقت سابق، عن تنافس ألماني-أمريكي بشأن شركة ألمانية تطور لقاحاً ضد فيروس كورونا، إذ قيل أن إدارة ترامب حاولت إغراء العاملين بالشركة بمبالغ مالية للانتقال إلى الولايات المتحدة للحصول على اللقاح بشكل حصري. وهو الأمر الذي تم التصدي له بتدخل من السلطات الألمانية، أرجح أن يكون هذا هو الذي ساعد على تفشي الخبر، باستحضار ذلك، عدنا إلى موقع الشركة الألمانية المعنية ذات السبق كيور فاك،  https://www.curevac.com/about-curevac وعصرنا على فريقها العلمي، تبين أنه يضم اسما وحدا ذو أصول عربية، وجنسية فرنسية كريم الفيزازي، رئيس قسم السرطان في معهد غوستاف روسي في Villejuif  بفرنسا، ورئيس فريق بحث فرنسي حول السرطان، ولا وجود لتونسي باسم عبد الرحمن البنزرتي.

يبدو أن نظرية المؤامرة لازالت تجد موقع قدم لها بقوة ليس في أوساط المتلقين السلبيين فقط بل أيضا وهذا أسوء وأمر في أوساط الصحفيين والمنابر الإعلامية.

-ملفات تادلة24-




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...