أحمد فردوس يكتب.. “كورونا ” أرحم منكم يا تجار الأزمات

أحمد فردوس

في الوقت الذي بادر فيه الممثل الصینى ” جاكي شان”، بدفع مليون يوان “143 ألف دولار” للشخص الذي سيصنع اللقاح ضد فیروس كورونا، كمحفز لتسريع ظھور الدواء، و تبرع من ماله الخاص لتوفیر ملابس واقیة وأقنعة طبیة، نجد أثرياء المغرب من برجوازيتنا المتعفنة يتسابقون لاقتناص فرص المضاربات والسمسرة في كل شيء، ويجددون لباس سلوك جشعهم في غياب وازع الأخلاق والوطنية.

في الوقت الذي وضع أثرياء إيطاليا أرصدتهم المالية لمواجهة جائحة كورونا في وطنهم، مثل ما فعل مصمم الأزياء العالمي صاحب ماركة “أرماني”، جورجيو أرماني حيث تبرع بـحوالي مليار و 400 مليون سم، لصالح مجموعة من المستشفيات والمؤسسات الإيطالية للمشاركة في مكافحة الوباء وإنقاذ الشعب الإيطالي، نجد أثرياء المغرب  يستغلون كل الأزمات للنفخ في أرصدتهم بالبنوك داخليا و خارجيا .

في الوقت الذي يسعى فيه الإعلام والصحافة الجادة إلى تنوير الرأي العام والتخفيف من هول صدمته مما يروج من أخبار زائفة، والمساهمة في تأطير الشعب للدفاع عن الوطن بوطنية صادقة ، ونقل المعلومة العلمية لتفكيك شفرة “فايروس كورونا” ، نجد بيننا من يطلق رصاص الإعدام بعشوائية من منصات بنادق مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الإليكتروني الخبيث و الموبوء والمريض بفيروس الطاعون الحقيقي.

في الوقت الذي يتقاتل الأطباء والممرضون والممرضات مع قلة الإمكانيات وضيق رقعة العمل لتحصين الشعب ضد وباء قادم من البر والبحر والجو ، ورصد العدوى قبل ولوجها لتربة الوطن، يتسلل عبر شاشات القبح سليطي اللسان من مشايخ وسحرة الرذيلة لترويج تريقاهم المفترى عليه بالأعشاب السامة وأدعية الخوف والرعب والترهيب لقتل ما تبقى من أمل في نفوس شعب قهره الدجل والإفتراء باسم التدين.

في الوقت الذي انطلقت فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي إرادة الأطر الشريفة و الشباب المؤمن بقيم الوطنية الصادقة، والمتبشع بالمواطنة الحقة من أجل التطوع والمساهمة في خدمة الشعب المغربي لمواجهة شبح وباء فايروس كورونا، تجندت خفافيش الظلام لنفث السموم والإحباط في النفوس.

في الوقت الذي يشع فيه الرجاء في الله، والأمل في اجتهاد العلماء والباحثين لتخليص الشعب من هذا البلاء، حتى لا يهزمنا “الطاعون” نبتلي مجددا بخطب العذاب من فوق منابر التخلف والجمود.

في الوقت الذي وضع الشعب تقته في الإجراءات التي تتخذها أجهزة الدولة لمحاصرة انتشار الوباء، تتجند فيالق الموت لتوزيع صكوك الغفران ومحاولة بت الفتنة هنا وهناك.  

في الوقت الذي نقترب من الانتصار على مرض




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...