– ملفات تادلا –
بـيــــان:
تعرض الزميل خالد أبورقية يوم الخميس 19 نونبر 2015 لاعتداء لفظي وتهديد مباشر من طرف باشا مدينة بني ملال، عندما كان زميلنا في مهمة تمثيل جريدة ملفات تادلة في اللقاء الجهوي الذي نظمه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهو اللقاء الذي خصص لتقديم الرؤية الاستراتيجية 2015 – 2030 من أجل إصلاح وجودة التعليم.
وقد تأكد لدينا أن زميلنا توجه على الساعة التاسعة صباحا إلى مقر ولاية جهة بني ملال – خنيفرة، بناء على الدعوة التي توصلت بها الجريدة، وفور وصول زميلنا إلى أمام مقر الولاية صادف وقفة احتجاجية للأساتذة المتدربين حيث أخذ تصريحات المحتجين وصورا للوقفة الاحتجاجية لتكون موضوع تغطية إخبارية كما تملي عليه المسؤولية المهنية، ثم توجه إلى البوابة من أجل الدخول ففوجئ بمنعه من طرف القوات المساعدة بأمر من باشا بني ملال، بدعوى التأكد من دعوته رغم أنه أدلى بالمراسلة التي توصلت بها الجريدة.
باشا مدينة بني ملال الذي يفترض فيه أن يسهل عمل الصحافيين لم يكتف بتأخير الزميل أبورقية بل هاجمه بكلمات بذيئة وإساءة بالغة وبعنف لفظي، بل وصل به الحد إلى تهديد الزميل خالد أبورقية بيوم أسود وبالانتقام رغم أن هذا الأخير لم يصدر عنه حتى ما قد يسبب التوتر في الحديث، هذه التهديدات التي لا نجد لها تفسيرا سوى الحنين إلى المعتقلات السرية والتعذيب والانتهاكات الصارخة.
إن هذا الاعتداء الخطير الذي تعرض له الزميل خالد أبورقية ليس سوى حلقة من حلقات التضييق والمنع والقهر الذي يعانيه الصحافيون في المغرب ونذكر على سبيل المثال لا الحصر معاناة الزملاء هشام المنصوري وعلي أنوزلا وصمد عياش وحميد المهدوي وعلي لمرابط والمؤرخ المعطي منجيب وما تعانيه الجمعية المغربية لصحافة التحقيق فضلا عن ما تعانيه الحركة الحقوقية بشكل عام، كما يكشف هذا الانتهاك الصارخ إلى أي حد يمكن لرجل سلطة صغير أن يصادر الحريات والحقوق في المغرب.
كما أن هذا الاعتداء ليس معزولا فقد تعرض الزميل خالد أبورقية إلى اعتداء مباشر ومقصود بالضرب أثناء تغطيته لوقفة احتجاجية للباعة المتجولين من طرف والي أمن بني ملال، وإلى اعتداء جسدي من طرف رئيس المنطقة الأمنية للفقيه بنصالح فضلا عن المحاكمات الماراطونية التي استهدفت جريدة ملفات تادلة، مما يبين أننا مستهدفين بشكل خاص من طرف الجهات التي يقلقا وجودنا، ورغم أننا طالبنا أكثر من مرة بمحاسبة من يعتدون على زملائنا ويعرقلون عملهم فإننا لم نلمس أي تحرك من الجهات المخولة وهو ما نعتبره إن أحسنا الظن تشجيعا لهؤلاء المسؤولين بمساعدتهم على الإفلات من العقاب، إن لم يكن الأمر يتعلق بسياسة ممنهجة تجاهنا.
إننا ونحن نتناول هذا الاعتداء الخطير والسافر وبالنظر إلى التهديد المباشر الذي وجهه باشا بني ملال للزميل خالد أبورقية، نحمل المسؤولية لوالي جهة بني ملال – خنيفرة باعتباره المسؤول المباشر من أجل تحريك المسطرة والقيام بالإجراءات التي تعيد لزميلنا الاعتبار وتحميه من أية مؤامرات بالنظر للتهديد الذي تلقاه. ونعلن:
– إدانتنا لهذا الاعتداء الخطير والتصرف الجبان لباشا بني ملال الذي لم يحترم مسؤوليته ولم يراع الوضع الصحي لزميلنا فضلا عن العرقلة الواضحة والمفضوحة لعمله.
– اعتبارنا أن هذه الاعتداءات المتكررة تتم بطريقة ممنهجة وتهدف إلى إسكات صوت مشهود له بالمصداقية والمهنية.
– مطالبتنا والي جهة بني ملال – خنيفرة عامل عمالة بني ملال باتخاذ التدابير التي تكفل رد حق زميلنا وتضع باشا مدينة بني ملال أمام مسؤولية ما فعل.
– تنبيهنا أن الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الزميل خالد أبورقية صدرت عن مسؤولين (والي أمن، رئيس منطقة أمنية، باشا المدينة) وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة.
– تأكيدنا أن عدم أخذ هذا الملف بالجدية اللازمة سنعتبره تشجيعا على الإفلات من العقاب ومشاركة في هذه الجريمة، كما سيعزز شكوكنا أن هذه الاعتداءات المتكررة تتم بشكل ممنهج ومحمي من طرف المسؤولين.
– انتظارنا لنتائج الخطوات التي سيقدم عليها والي الجهة والإجراءات التي تكفل عدم تكرار ما حدث مع الزملاء.
– تضامننا مع كل الزملاء الذين يعانون من المنع والتضييق والذين تسلط عليهم السلطات سيف القضاء في محاكمات كيدية من أجل إخراس أصواتهم.
– دعوتنا لمكونات الجسم الصحافي والهيآت الحقوقية والسياسية لإبداء موقف واضح وللتصدي لهذه الانتهاكات الخطيرة التي تضرب الحريات ولا تترك أي هامش لأي بناء ديمقراطي.
عن هيئة التحرير
حسن الإسماعيلي – رئيس التحرير