-ملفات تادلة 24-
أظهرت دراسة حديثة أن استبدال المشروبات السكرية بمشروبات قليلة السكر أو مُحلاة صناعياً لا يوفر حماية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، بل قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة به.
وقدم الباحثون نتائج دراستهم خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي الذي عُقد في العاصمة الألمانية برلين، مشيرين إلى أن جميع أنواع المشروبات المحلاة – سواء كانت محلاة بالسكر أو بالمحليات الصناعية – ترتبط بارتفاع واضح في احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. وهو مرض يتميز بتراكم الدهون داخل الكبد نتيجة اضطرابات في التمثيل الغذائي، وقد يؤدي لاحقاً إلى التهابات أو فشل كبدي.
ويعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي مشكلة صحية عالمية، إذ يصيب أكثر من 30% من سكان العالم، ويُعتبر سبباً متزايداً للوفيات المرتبطة بأمراض الكبد.
الدراسة شملت تحليل بيانات 123,788 متطوعاً في المملكة المتحدة لم تكن لديهم أي أمراض في الكبد عند بدء المتابعة. وعلى مدار أكثر من عشر سنوات (بمعدل متابعة بلغ 10.3 سنوات)، كان المشاركون يُكملون استبيانات دورية حول أنماطهم الغذائية، بما في ذلك نوع وكميات المشروبات التي يتناولونها.
وخلال فترة الدراسة، تم تسجيل 1,178 حالة إصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، فيما تُوفي 108 أشخاص لأسباب تتعلق بأمراض الكبد.
وأشارت النتائج إلى أن استهلاك أكثر من 330 غراماً يومياً من المشروبات المحلاة – سواء كانت بالسكر أو خالية منه – كان مرتبطاً بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بالكبد الدهني. كما أظهرت الدراسة ارتباط هذه الأنواع من المشروبات بارتفاع نسبة الدهون في الكبد، وإن كانت لم تثبت علاقة سببية مباشرة.
وفي تعليقها على النتائج، قالت الدكتورة ليهي ليو، قائدة فريق البحث من مستشفى جامعة سوتشو، في بيان صحفي:
“لطالما كانت المشروبات السكرية محل انتقاد، بينما يُنظر إلى بدائلها الصناعية على أنها خيار صحي. لكن دراستنا تشير إلى أن هذه البدائل أيضاً قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، حتى عند تناولها باعتدال”.
رويترز



