-ملفات تادلة 24-
احتضن مدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ جامعة محمد الخامس بالرباط، بعد زوال يوم أمس السبت 4 أكتوبر 2025، حفلا تأبينيا تكريما لروح الباحث الراحل الدكتور الحسين بنوهاشم، أحد أبرز الوجوه الأكاديمية في مجال البلاغة وتحليل الخطاب.
نظم الحفل بتعاون بين الكلية ومجلة البلاغة وتحليل الخطاب وفريق البحث في الفلسفة والفكر النقدي، تحت عنوان: “البلاغة العامة في حداد…”، بحضور أفراد عائلة الفقيد وأصدقائه وزملائه وعدد كبير من الباحثين والطلبة والمحبين، في لحظة وفاء واعتراف بما قدمه الراحل من إسهامات علمية وفكرية متميزة.
وتضمن اللقاء كلمات وشهادات مؤثرة في حق الراحل، استحضرت مسيرته الأكاديمية وإرثه الفكري، إلى جانب عرض شريط وثائقي يلخص محطاته العلمية ومساره الإنساني. وأجمع المتدخلون على أن الدكتور بنوهاشم مثل نموذجا في الجدية والبحث الرصين، وأسهم في ترسيخ الدرس البلاغي الحديث بالمغرب والعالم العربي.
ويعد الراحل من مؤسسي مجلة البلاغة وتحليل الخطاب، وواحدا من أبرز المتخصصين في بلاغة الحجاج، حيث أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات المرجعية من بينها “بلاغة الحجاج.. الأصول اليونانية” و“نظرية الحجاج عند شاييم بيرلمان”. كما نالت ترجمته لكتاب “الإمبراطورية الخطابية: صناعة الخطابة والحجاج” جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، وبلغت القائمة القصيرة لـجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة.
وكرس الراحل مسيرته الأكاديمية في البحث والتعليم بكلية الآداب بالرباط، حيث نال دكتوراه في موضوع “بلاغة الحجاج.. الأصول اليونانية”.
وظل يؤكد في أعماله أن تجديد البلاغة العربية رهين بالعودة إلى الجذور الحجاجية في التراث اليوناني، وفهم الأسس التي وضعها أرسطو والسفسطائيون لعلم الخطابة.
كما استحضر الحاضرون العطاء النضالي والسياسي للراحل وانخراطه في العديد من المحطات النضالية التي عرفها المغرب سواء داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أو منظمة العمل الديمقراطي.
واختتم الحفل التأبيني بلحظة مؤثرة قدم خلالها المنظمون تذكارا رمزيا لعائلة الراحل، عربون تقدير وامتنان لما قدمه الدكتور الحسين بنوهاشم من عطاء علمي وفكري متميز. وقد عبرت الأسرة عن امتنانها العميق لهذه المبادرة النبيلة التي أعادت استحضار مسار الفقيد الحافل بالبحث والإبداع، مؤكدة اعتزازها بما خلفه من إرث أكاديمي وإنساني خالد في ذاكرة الجامعة المغربية.



