أحمد ويخلفن.. عداء الهضبة السعيدة الذي يركض نحو المجد

-هشام موساوي-

من قلب الأطلس الكبير، وبالضبط من الهضبة السعيدة “أيت بوكماز”، يسطع نجم عداء شاب لا يعرف المستحيل، إنه أحمد ويخلفن، ابن الجبال وطرقاتها الوعرة، الذي استطاع أن يحول التضاريس القاسية إلى مضمار تمرن فيه حتى صار أحد أبرز الأسماء الصاعدة في سباقات الترايل والعدو الجبلي.

ولد أحمد ويخلفن ونشأ في دوار تيميت بأيت بوكماز، حيث كانت الجبال شاهدة على أولى خطواته في الجري، ليس كرياضة، بل كوسيلة للوصول إلى المدرسة. لكن سرعان ما تحولت هذه الخطوات العفوية إلى شغف حقيقي حين شارك في أول سباق محلي نظمته جمعية محلية، وهناك خطف الأنظار بموهبته الفطرية ولياقته العالية.

كان للمدرب عبد القادر موعزيز دورا كبيرا في صقل موهبة أحمد وتطوير أدائه، حيث ساعده في وضع برامج تدريبية مكثفة وتحفيزه المستمر، مما مكن أحمد من تحقيق نتائج مبهرة في عدة سباقات محلية ووطنية..

لم يكن طريق أحمد مفروشا بالورود، حيت واجه صعوبات متعددة، من غياب التأطير الرياضي واللوجستي، إلى جانب ضعف البنيات التحتية في المنطقة، ناهيك عن التهميش الذي يطال الرياضيين القرويين. رغم ذلك، ظل أحمد يقاوم، يركض يوميا في المسالك الوعرة، ويتحدى الظروف المناخية القاسية، مؤمنا بأن الإصرار أقوى من العوائق.

وفي تصريح خص به جريدة ملفات تادلة، أكد العداء أحمد ويخلفن لملفات تادلة أن المشاركة في السباقات المحلية والوطنية كانت محطة مهمة في مشواره الرياضي، حيث تمكن من الظفر بعدة مراتب أولى، أبرزها فوزه بمركز متقدم في النسخة 12 من سباق Ultra Trail Atlas Toubkal (UTAT) سنة 2022، حيث دخل خط النهاية بقوة وعزيمة تعكس سنين من التمرين في صمت.

وأضاف ويخلفن أنه يسعى لتحقيق طموحاته على المستوى الدولي، حيث يطمح إلى المشاركة في سباقات مثل “UTMB” بفرنسا و”Transvulcania” بجزر الكناري، مشيرا أن ما ينقصه فقط هو الدعم والتأطير.

أحمد ويخلفن قصة نجاح تروى على سفوح الأطلس، قصة عداء ينتمي إلى أرض الكفاح، ويعانق المجد برجليه وبقلبه الكبير. هو نموذج يحتذى به في الصبر والإصرار، ويستحق كل دعم من الجهات المسؤولة حتى يبلغ العالمية، ويسمع اسم أيت بوكماز في مدارات السباقات الكبرى.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...