جمعية حقوقية تطالب بالمحاسبة بعد حريق بداخلية ثانوية “عودة السعدية” بمراكش

-ملفات تادلة 24-

اندلع حريق مهول في القسم الداخلي للثانوية التأهيلية عودة السعدية بمدينة مراكش، في الساعات الأولى من صباح السبت 14 يونيو 2025، ما أسفر عن حالات اختناق وإغماء في صفوف التلميذات النزيلات، كما أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة، بينها حالات ناتجة عن السقوط من الطوابق العليا أثناء محاولات الفرار. وقد جرى نقل ست تلميذات إلى المستشفى.

واعتبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – فرع المنارة مراكش، في بيان لها تتوفر ملفات تادلة 24 على نسخة منه، أن ما وقع لا يمكن اعتباره حادثا عرضيا، بل نتيجة مباشرة لاختلالات خطيرة متراكمة في تدبير الشأن التعليمي بالمؤسسة، مشددة على أن الكارثة كان يمكن تفاديها لو تم احترام الحد الأدنى من معايير الوقاية والسلامة.

وسجلت الجمعية بقلق شديد غياب البنية التحتية المؤهلة للتعامل مع الطوارئ، مشيرة إلى أن تصميم القسم الداخلي لا يتوفر على منافذ إغاثة كافية، وأن الممرات والمراقد لا تسمح بحركة سريعة وآمنة في لحظات الخطر. كما نبهت إلى ضعف الصيانة الدورية، خاصة على مستوى الشبكة الكهربائية والسخانات، ما يضاعف من احتمالات وقوع حرائق، خصوصا في فصل الصيف.

واستنكرت الجمعية ما وصفته بـ”الغياب التام لخطة تدبير الكوارث داخل المؤسسة”، وهو ما أدى، حسب تعبيرها، إلى ارتباك كبير في التعامل مع الحريق وتأخر عمليات الإخلاء والإنقاذ، ما أضاع وقتا ثمينا كان من الممكن أن يقلل من حجم الخسائر.

كما تساءلت الجمعية عن مدى توفر معدات إطفاء الحريق داخل المؤسسة، وإن وجدت، عن صلاحيتها وكفاءة الأطقم في استخدامها، محملة إدارة الثانوية والجهات التربوية المسؤولية الكاملة في هذا الجانب. وزادت الطين بلة، حسب روايات شهود، كون أبواب القسم الداخلي كانت مغلقة من الخارج، ما حال دون تدخل المواطنين الذين هرعوا إلى عين المكان لإنقاذ التلميذات.

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة – مراكش، طالبت بفتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية. كما دعت إلى مراجعة شاملة لتصميم الداخليات وهندستها، بشكل يضمن سلامة النزيلات وقدرتهن على النجاة في حالات الطوارئ، فضلا عن إلزام المؤسسات التعليمية بإعداد خطط لتدبير الأزمات، وتكوين الأطر التربوية والإدارية في مجال الوقاية والاستجابة السريعة.

وطالبت الجمعية أيضا بتأهيل داخليات المؤسسات التعليمية من حيث التجهيز والرقابة والصيانة الدورية، مشددة على أن الحق في الحياة والسلامة الجسدية ليس امتيازا، بل حق أساسي مكفول بموجب الدستور والمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة.

وأكدت الجمعية أن ما وقع داخل ثانوية “عودة السعدية” ليس حادثا معزولا، بل يعكس واقعا مقلقا يعيشه عدد من الداخليات المدرسية بالمغرب، حيث تفتقر هذه الفضاءات، التي من المفترض أن تكون آمنة، لأبسط شروط الكرامة والوقاية.

وختمت الجمعية بيانها بدعوة كافة السلطات إلى التحرك العاجل والحاسم لتأمين ظروف إقامة آمنة للتلميذات والتلاميذ، بما يضمن لهم بيئة تعليمية تحفظ حياتهم وتصون كرامتهم.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...