حريق مأساوي يلتهم منزل أيتام في أيت بوكماز ويكشف هشاشة البنية الخدماتية

-هشام موساوي-

شب مساء أمس الأربعاء 11 يونيو الجاري، حريق مهول في أحد المنازل بدوار أيت اغرال الواقع بالنفوذ الترابي لجماعة تبانت بإقليم أزيلال، مخلفا خسائر مادية جسيمة وأثار حالة من الهلع في صفوف السكان، دون تسجيل خسائر بشرية.

وخلف الحريق مأساة إنسانية بعدما أتت النيران على منزل تقطنه أسرة من الأيتام، وحسب شهادات من عين المكان، فقد اندلعت النيران بشكل مفاجئ داخل المنزل، ما دفع السكان إلى التدخل بإمكاناتهم الذاتية لمحاصرة الحريق، في غياب فرق الإطفاء بسبب بعد المنطقة وغياب مركز للوقاية المدنية.

وتمكن الأهالي بعد ساعات من الجهد المتواصل من السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى المنازل المجاورة.

العائلة المتضررة، التي فقدت كل ما تملكه تحت ألسنة اللهب، تتكون من أطفال أيتام يعيشون في ظروف اجتماعية صعبة، ما ضاعف من حجم الفاجعة.

ووجهت الساكنة المحلية والفعاليات المدنية نداء عاجلا إلى السلطات المعنية من أجل تقديم دعم مستعجل وتعويض الأسرة المنكوبة، معتبرين أن ما وقع “كارثة إنسانية بكل المقاييس”.

الحريق سلط الضوء من جديد على الخصاص المهول في البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمنطقة، وفي مقدمتها غياب مركز للوقاية المدنية، مما يعرقل التدخل السريع في حالات الطوارئ. كما أظهرت الحادثة حجم العزلة التي تعيشها أيت بوكماز، في ظل انعدام التغطية بشبكة الأنترنيت، وهو ما يعيق الإبلاغ الفوري والاستجابة السريعة في مثل هذه الحالات.

وطالبت فعاليات جمعوية بضرورة التسريع بإنشاء مركز للوقاية المدنية وتجهيز المنطقة بالبنية التحتية الرقمية الأساسية، مشددين على أن “الحق في الحماية والخدمة العمومية لا يجب أن يستثني سكان الجبال”.

ورغم هول الفاجعة، أبدت ساكنة أيت بوكماز تلاحما، حيث سارع عدد من المواطنين إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لعائلة الأطفال المتضررين، في مشهد يجسد روح التضامن القوي التي تميز المجتمع المحلي.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...