-عمر طويل-
خرج عدد من سكان جماعة تباروشت التابعة لإقليم أزيلال صباح اليوم الاثنين 05 ماي الجاري للاحتجاج على تنظيم مهرجان محلي، في وقت تعاني فيه المنطقة من ضعف واضح في البنيات التحتية وغياب مرافق صحية واجتماعية تضمن كرامة المواطنين وتستجيب لحاجياتهم الأساسية.
ورفع المحتجون شعارات منددة بما وصفوه بـ”العبث في تدبير المال العام”، مؤكدين أن الأولوية في جماعة تعاني من نقص حاد في البنيات التحتية، وغياب شبه تام للمرافق الصحية والاجتماعية، يجب أن تمنح للمشاريع التنموية العاجلة، لا للأنشطة الاحتفالية التي لا تنعكس بأي شكل على واقع السكان اليومي.
وعبر المحتجين في كلمات ألقيت بالمناسبة عن استغرابهم من إصرار الجماعة على تنظيم مهرجان في وقت تفتقر فيه الدواوير التابعة لها إلى أبسط شروط العيش الكريم، من ماء صالح للشرب، وطرق معبدة، ومراكز صحية قادرة على تلبية حاجيات الساكنة.
واعتبر محتجون آخرون أن المهرجان لا يعكس أولويات السكان، بل يكرس التفاوت بين واقع المعاناة وخطاب الاحتفال، في منطقة لم تنل بعد حظها من التنمية، ولا تزال تعاني من تهميش ممنهج.
وطالبت الساكنة المحتجة بضرورة اعتماد مقاربة تشاركية في اتخاذ القرارات ذات الطابع العمومي، داعية إلى إعادة النظر في الأولويات التنموية للجماعة. كما ناشد المحتجون السلطات الإقليمية والجهوية بالتدخل العاجل لتوجيه الموارد نحو مشاريع تلبي الحاجيات الفعلية للسكان، وتحقق الحد الأدنى من شروط الكرامة الإنسانية.
وشدد المشاركون في الوقفة على أن تنظيم مهرجان في ظل هذه الظروف لا يمكن اعتباره دعما للثقافة أو الفن، بل “شكلا من أشكال التغطية على الفشل التنموي”، مطالبين بإعمال مبادئ الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة، انسجاما مع توجيهات الدولة في التنمية القروية المستدامة.