ندوة وطنية ببني ملال تسلط الضوء على مهننة التكوين وبناء الهوية المهنية للمدرس

 – أمين أمروس –

احتضنت جهة بني ملال خنيفرة ندوة وطنية حول موضوع بالغ الأهمية في مسار إصلاح منظومة التربية والتكوين، تحت عنوان: “تحديات تكوين أطر التدريس: مهننة التكوين وإرساء المسارات الجامعية للتربية وأثرهما في بناء الهوية المهنية للمدرس”. هذه الندوة، التي نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان، وبالتنسيق مع المدرسة العليا للتربية والتكوين والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ببني ملال، شكلت لحظة تأمل جماعي ونقاش علمي حول رهان تجويد التكوين وتأهيل مهنة التدريس بالمغرب.

وشكلت مداخل الندوة فرصة لتشخيص التحولات التي يشهدها النظام التربوي المغربي في ظل السياسات الإصلاحية المتعاقبة، خاصة ما يتعلق بإعادة هيكلة تكوين الأطر التربوية وإرساء مسارات جامعية مهنية تستجيب لمتطلبات الجودة والكفاءة. وقد أبرز المتدخلون أهمية مهننة التكوين، باعتبارها مدخلاً أساسياً لبناء مدرس متمكن ومؤهل لمواجهة تحديات المدرسة المغربية، ولتجاوز الاختلالات التي وسمت فترات التكوين السابقة.

وقد ناقشت الندوة، من خلال محاورها الخمسة، قضايا مركزية تتعلق بتقاطعات السياسات العمومية في ميدان التكوين، والعلاقات بين المؤسسات التكوينية الثلاث: الجامعات، والمراكز الجهوية، والأكاديميات، والكيفية التي تؤثر بها هذه السيرورات على بناء الهوية المهنية للمدرسين، خصوصاً في بداية مساراتهم المهنية. كما أولت الندوة أهمية خاصة للبحث التربوي باعتباره رافعة لتطوير برامج التكوين وتجديد مناهجه بما يلائم الواقع المدرسي.

وسعى المشاركون إلى بلورة توصيات عملية تروم تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين، وإرساء آليات للتعاون والتكامل بين المدارس العليا للتربية والتكوين، والمراكز الجهوية، والمؤسسات التعليمية، بما يسهم في بناء مسارات مهنية واضحة وفعالة للمدرسين. كما تم التأكيد على أهمية الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، واستحضار خصوصيات السياق المغربي في بلورة هندسة تكوين منسجمة ومتطورة.

وخلصت الندوة إلى أن رهان مهننة مهنة التدريس لا ينفصل عن جودة المدرسة العمومية، وأن النهوض بهذه المهنة يقتضي إرادة سياسية واضحة، واستثماراً في البحث التربوي، وتوفير بيئة مؤسساتية محفزة، قادرة على استيعاب الطموحات الإصلاحية المنشودة. وقد شكلت التوصيات الصادرة عن الندوة أرضية أولية لتطوير سياسات التكوين في أفق بلورة نموذج متكامل لتأهيل المدرسين بالمغرب.

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...