يونس مجاهد: مفاتيح التنظيم الذاتي للصحافيين شأن مجتمعي

-محمد لغريب-

قال يونس مجاهد رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر إن التنظيم الذاتي هو عمل مجتمعي، وهناك اعتقاد سائد بأن التنظيم الذاتي للصحفيين يقتصر على تنظيم بين المهنيين أنفسهم، وهو تنظيم منغلق داخلي، وهذا غير صحيح. لأنه إذا عدنا إلى التجارب العالمية، سنجد أن التنظيم الذاتي هو تنظيم من أجل الجمهور، مشيرا إلى أن أخلاقيات المهنة تبنى لصالح الجمهور وتبقى في خدمته.

وأضاف مجاهد، في مداخلة له خلال الندوة العلمية التي نظمها مسار التميز في الصحافة والإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، اليوم الجمعة 2 ماي الجاري، تحت عنوان “الإعلام والقانون: التحديات والفرص في العصر الرقمي”، أن التنظيم الذاتي ليس تنظيما مهنيا، ولا جمعية، ولا نقابة، ولا يشبه التنظيمات الأخرى كتنظيمات المحامين أو الأطباء، ولا يعد هيئة. مشيرا إلى أنه، في التجارب العالمية ومن حيث فلسفته، يُعتبر تنظيماً من أجل المجتمع.

وتابع مجاهد “قمنا ببحث حول مختلف التجارب العالمية في هذا الإطار، ووجدنا أن أغلب التنظيمات العالمية تعتمد على انفتاح على الجمهور وعلى عدد من الهيئات داخل إطار التنظيم الذاتي، حيث يترأس مجالس الصحافة ممثلو الجمهور أو قضاة أو أساتذة جامعيون. فليس هذا تنظيماً مخصصا للمهنيين فقط ولا محصوراً عليهم”.

وفي معرض استعراضه للتجارب الدولية في مجال التنظيم الذاتي للصحافيين، أشار مجاهد إلى الميثاق الملكي الذي صادق عليه البرلمان البريطاني، موضحًا أن أغلب الممثلين الذين قاموا بصياغته والإشراف على التنظيم الذاتي والتصويت عليه، ليسوا من الصحافيين ولا من الناشرين.

وشدد رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر على ضرورة تغيير الفلسفة السائدة في موضوع أخلاقيات الصحافة، موضحا أن هذه الأخيرة وُضعت أساسا لحماية المجتمع من الانتهاكات التي قد تنتج عن العمل الصحفي. ومؤكدا في الوقت نفسه أن النقاش حول الصحافة، والتحول الرقمي، والتنظيم الذاتي ينبغي أن يكون نقاشًا مجتمعيًا منفتحًا، يشارك فيه الجميع.

واعتبر مجاهد أن من بين المحاور الأساسية، أو الطرق السيارة التي ينبغي أن تسلكها الصحافة في المغرب، هو أن تعود إلى الفضاء الجامعي، مشيرا إلى أنه لا بد للصحافة من أن تنفتح على الجامعة، لأنها تعد كنزا من المعلومات والمعطيات، ومن التحاليل والدراسات، كما تزخر بخبرات وكفاءات علمية يمكن أن تساهم في تطوير المشهد الإعلامي.