الناسي ميساء تتوج في الأولمبياد الجهوي للفلسفة بجهة بني ملال خنيفرة

-عمر طويل-

نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، فعاليات الدورة الجهوية للأولمبياد في الفلسفة، تحت شعار: “من أجل بناء مواطن عقلاني متشبع بثقافة الحوار والاختلاف”، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز الفكر النقدي وترسيخ القيم الديمقراطية لدى الناشئة.

وشهدت المسابقة، التي تعد محطة فكرية وتربوية متميزة، مشاركة نخبة من التلميذات والتلاميذ الممثلين لمختلف المديريات الإقليمية بالجهة، والذين خضعوا لاختبارات تحريرية مكثفة تمحورت حول قضايا فلسفية تعكس واقع المجتمع وتستلزم مهارات التحليل والنقد والقدرة على بناء موقف عقلاني منسجم.

وقد تميزت دورة 2025 بمستوى فكري راق للمشاركين، وبتنوع المقاربات التي انبثقت من عمق الفهم الفلسفي والإلمام بمفاهيم العقل، الحرية، العدالة، والهوية. وقد أسفرت النتائج النهائية عن تتويج التلميذة الناسي ميساء من مؤسسة الإقامة الخصوصية بمديرية خريبكة بالرتبة الأولى، نظير تميزها في بناء تصور فلسفي متماسك حول موضوع المسابقة.

وعادت الرتبة الثانية للتلميذة أميمة أبوطفيل عن ثانوية تزكي التأهيلية بمديرية أزيلال، بينما حصلت التلميذة مروى مگروتي من ثانوية ابن خلدون التأهيلية، بنفس المديرية، على الرتبة الثالثة. أما الرتبة الرابعة فكانت من نصيب التلميذة سلمى انفيكة عن ثانوية الإمام مالك التأهيلية بمديرية خريبكة، حيث لفتت الأنظار بقدرتها على ربط المفاهيم الفلسفية بسياقات معيشة المتعلمين.

وعبر المنظمون والأساتذة المصاحبين عن اعتزازهم بمستوى المشاركين، مشيرين إلى أن الأولمبياد ليست مجرد مسابقة، بل ورش تربوي يرسخ في نفوس التلاميذ قيمة التفكير المستقل، وينمي فيهم مهارات الكتابة الفلسفية والإصغاء للآخر.

وتأتي هذه التظاهرة في سياق تنزيل مضامين النموذج البيداغوجي الجديد، الذي يولي أهمية خاصة للفلسفة كرافعة لبناء شخصية المتعلم وتكوينه مواطنًا فاعلا، واعيا، ومنفتحا على قيم التعدد والتسامح.

وقد اختتمت الفعالية بتوزيع شواهد تقديرية على المتوجات، وسط أجواء احتفالية وتربوية راقية، عكست نجاح الدورة وأكدت أهمية تشجيع الفكر الفلسفي في الوسط المدرسي.