-عمر طويل-
خرجت ساكنة دوار أيت أمغار جماعة تباروشت التابعة لإقليم أزيلال، اليوم الثلاثاء 29 أبريل الجاري، في مسيرة احتجاجية أطلق عليها المحتجون اسم “مسيرة العطش”، متجهين نحو مقر عمالة الإقليم، احتجاجا على انقطاع الماء الصالح للشرب واستمرار معاناتهم اليومية مع العطش، في مشهد اختلطت فيه مشاعر الغضب بالأسى، على وقع الاستعدادات الجارية لتنظيم مهرجان محلي يحتفى فيه بـ”البندير”.
وشارك في المسيرة العشرات من الرجال، مشيا على الأقدام لمسافات طويلة، تحت حرارة مرتفعة، وهم يرفعون شعارات تطالب بالحق في الماء والحياة الكريمة، منددين في نفس الوقت بما وصفوه بـ”الإقصاء الممنهج” الذي تعانيه المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة التصعيدية بعد شهور من المعاناة، حيث يعيش سكان المنطقة وفق تصريحات متطابقة مع جريدة ملفات تادلة 24، على وقع انقطاعات متكررة في الماء الصالح للشرب، وصلت في بعض الأحيان إلى أسابيع، دون أي حلول مستدامة.
وأكد السكان أنه رغم توالي الشكايات والاحتجاجات، فإن الاستجابة ظلت غائبة، ما دفع الساكنة إلى التصعيد عبر هذه المسيرة صوب مقر القرار الإقليمي.
وتزامنا مع هذه المسيرة، تعيش المنطقة أجواء مختلفة تماما، حيث تنكب فعاليات محلية وسلطات على التحضير لتنظيم مهرجان فني شعبي تحت مسمى “مهرجان البندير”، ما أثار موجة من الاستياء لدى المحتجين، الذين اعتبروا أن “الطبول تُقرع للتسلية بينما الساكنة تصرخ عطشا”، متسائلين عن أولويات التنمية في الإقليم، وعن جدوى تنظيم مهرجانات تستهلك المال العام في وقت تعاني فيه مناطق بأكملها من العطش والتهميش.
ويطالب سكان تباروشت بتدخل فوري وعاجل من السلطات الإقليمية والجهوية لإيجاد حل جذري لمشكل الماء، بدل تقديم حلول ترقيعية لا تصمد طويلا أمام حرارة الصيف وارتفاع الطلب.
كما شدد المحتجون على أن احتجاجاتهم ستتواصل ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم الأساسية، ملوّحين بخطوات نضالية أكثر تصعيدا في الأيام المقبلة.