أيت اعتاب.. وقفة احتجاجية بسبب اختلالات في البنية التحتية والخدمات الأساسية

 – عز الدين اهرموض –

شهد مركز أيت اعتاب، يوم أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من الفاعلين الحقوقيين وأعضاء من المعارضة، سواء من داخل المجلس الجماعي أو من خارجه، والتنسيق مع شباب ايت اعتاب، مطالبين بتحسين أوضاع الساكنة التي تعاني من اختلالات متعددة على مستوى البنية التحتية والخدمات العمومية.

وتأتي هذه الوقفة ضمن سلسلة من التحركات الميدانية المتقطعة حيث سبق أن شهدت البلدة وقفات أمام مقهى العتباوي على المدار الرئيسي بأيت اعتاب، ركزت بالأساس على مشكل غياب الأطر الطبية بالمستوصف المحلي، وهي إحدى أبرز الإشكالات التي تؤرق الساكنة منذ سنوات.

وفي كلمة خلال الوقفة، سلط محمد الدياني المستشار الجماعي السابق عن حزب التقدم والاشتراكية الضوء على ما وصفه بتدهور حالة الإنارة العمومية بمجموعة من الدواوير المهمشة، من بينها القصر، وأوسروتو، وأيت رغاي، وقربيلة. وأكد أن بعض الأسر لا تزال تعاني من غياب الكهرباء، متسائلا عن أسباب وجود أعمدة الإنارة على طول الطريق المؤدية إلى أولاد عياد، رغم غياب الساكنة بتلك الجهة، في وقت تعرف فيه أحياء مأهولة في اتجاه “تيسقي” غيابا تاما للإنارة.

كما أشار الدياني إلى تردي وضعية البنية التحتية، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتحول طرقات أيت اعتاب إلى أوحال تصعب معها حركة التنقل، في ظل غياب قنوات تصريف مياه الأمطار. واعتبر أن ما تم إنجازه من قنوات مؤخرا، ما كان ليتم لولا ضغط الساكنة ومبادراتها.

وطالب الدياني بإنشاء قنطرة بمنطقة “الغمان”، على طريق أولاد عياد، لتفادي حصار الساكنة أثناء تساقط الأمطار، خصوصاً أنها طريق تمر بها الساكنة والمتوجهون نحو شلالات أوزود. وأرجع هذه الأوضاع إلى “فشل المجلس الجماعي في تدبير الشأن المحلي وتحقيق التنمية المنشودة”.

من جهته، اعتبر اليزيد أعراب، عن جماعة العدل والإحسان، أن هذا الشكل النضالي يأتي في سياق الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للساكنة. وذكّر بواقعة مؤلمة حين جرفت السيول شاحنة تقل رجلًا وزوجته، تمكن السكان بمساعدة السلطات المحلية من إنقاذهما، مؤكداً على ضرورة إنشاء القنطرة في أقرب وقت.

ولم يفوّت اليزيد المناسبة للتطرق إلى الوضع في فلسطين، معبّراً عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، ومندداً بما أسماه “تواطؤ الأنظمة العربية مع الاحتلال الصهيوني”، ومهاجماً “السياسات التطبيعية” التي تربطها بعض الدول، من بينها المغرب، مع إسرائيل، معتبراً أنها تصب في مصلحة الفساد الداخلي.

أما صالح المسضق، المستشار الجماعي الحالي عن حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس لجنة محاربة الفساد التابعة للهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة، بقيادة أيت اعتاب، فقد وصف الوضع في أيت اعتاب بـ “الكارثي”، واعتبر الوقفة وسيلة للضغط من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية والخدماتية، مبرزاً أن تدبير الشأن العام من مسؤولية المجالس المنتخبة، التي “فشلت في تحقيق تطلعات المواطنين”، حسب تعبيره.

وانتقد المسضق توقف الدراسة بمستوى التعليم الأولي، لمدة ثلاثة أيام، بسبب فعاليات موسم مولاي عيسى بن إدريس، واعتبر ذلك تجاوزاً غير مبرر، مشدداً على أولوية التعليم على المهرجانات والمواسم، واقترح توجيه ميزانيات الترفيه نحو مشاريع ذات نفع عام، كالنقل المدرسي والبنية التحتية.

كما طالب نفس المتحدث بتوسيع خدمة جمع النفايات لتشمل الدواوير المحيطة، وليس فقط مركز أيت اعتاب، وانتقد الحالة المزرية للمجزرة التي تصدر منها روائح كريهة تصل إلى السوق الأسبوعي. وأثار مسألة تخصيص ميزانية للموسم في وقت تغيب فيه الموارد لتحسين واقع الساكنة.

أجمع المتدخلون في الوقفة على أن تحسين أوضاع أيت اعتاب لن يتحقق إلا من خلال الضغط المدني ومواصلة النضال، مشددين على أن “الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع”. كما دعوا إلى جعل المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات، والتعامل بجدية مع نداءات السكان، خاصة أن سوء الخدمات قد يعرض حياتهم للخطر، كما هو الحال خلال السيول والأمطار.

وتبقى هذه الوقفة مثالا جديدا على تصاعد وتيرة المطالبة بتنمية متوازنة وشاملة بالمناطق القروية، في ظل تزايد الشعور بعدم الإنصاف والتهميش من قبل المؤسسات المنتخبة.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...