“سؤال السيميائيات المناضلة في أعمال سعيد بنكراد”.. إصدار جديد يعمق البحث في السيميائيات المغربية

-عمر طويل-

في إطار فعاليات الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، يصدر الباحث والناقد المغربي إدريس جبري مؤلفه الجديد الموسوم بـ”سؤال السيميائيات المناضلة في أعمال سعيد بنكراد”، عن المركز الثقافي للكتاب، في خطوة علمية نوعية تسعى إلى مساءلة المشروع الفكري والسيميائي لأحد أبرز رموز البحث السيميائي في العالم العربي، الأستاذ سعيد بنكراد.

ويتناول الكتاب، الذي سيتم التوقيع عليه يوم السبت 19 أبريل ابتداء من الساعة العاشرة صباحا برواق المركز الثقافي للكتاب، اشتغالات بنكراد الفكرية من منظور نقدي يربط بين السيميائيات والمعنى والالتزام، حيث يقترح إدريس جبري قراءة جديدة تُخرج السيميائيات من بعدها التقني المحض، لتعيد ربطها بجذورها الإنسانية والنضالية، باعتبارها أداة لفهم الواقع وتحليله ومساءلة رموزه وآلياته، وليس مجرد علم شكلي يعنى بالبنى والعلامات في انفصال عن قضايا الإنسان والمجتمع.

في هذا السياق، يقدم جبري قراءة مركبة لمفهوم “السيميائيات المناضلة”، التي لا تكتفي بتفكيك النصوص والرموز، بل تنخرط في مساءلة الخطابات المهيمنة، وتدعو إلى إعادة النظر في ما نعتبره “ثوابت” ثقافية أو معرفية. ومن خلال تتبعه لتجربة سعيد بنكراد، يرصد المؤلف كيف تحولت السيميائيات في كتاباته إلى أداة مقاومة فكرية، تنبش في الذاكرة، وتفكك الأوهام، وتحاور الأسطورة، وتسائل الإنسان في لحظته التاريخية، وفي انتمائه الثقافي والهوياتي.

ويشير الكتاب إلى أن بنكراد لم يكن مجرد منظر أكاديمي يشتغل داخل جدران الجامعة، بل كان مسكوناً بهاجس التغيير من داخل المعرفة، موظفا السيميائيات كأفق معرفي مفتوح على أسئلة الوجود، ومشدودا دائما إلى قضايا الإنسان في تحولاته ورهاناته وهويته.

ويعد هذا العمل إضافة نوعية إلى الحقل السيميائي المغربي والعربي، حيث يزاوج بين التحليل الأكاديمي والعمق الفكري، ويراهن على جعل السيميائيات علما منخرطا في الواقع، قادرا على مرافقة التحولات وفهم تموجاتها، بل والمساهمة في توجيهها نحو مزيد من الوعي والعدالة والمعنى.

كما يشكل الكتاب فرصة للتفكير في موقع المعرفة داخل المجتمع، وفي مسؤولية الباحث إزاء قضاياه، في وقت أصبحت فيه العلوم الإنسانية مدعوة إلى تجاوز التعالي النظري والانخراط في هموم الإنسان ومطالبه.

ويمثل هذا الإصدار احتفاء بسعيد بنكراد، لا فقط كمفكر سيميائي، بل كفاعل ثقافي ونموذج في الالتزام المعرفي، كما يفتح أفقا جديدا للباحثين الشباب لاستثمار السيميائيات في مقاربات تتجاوز الحياد الأكاديمي، نحو فكر مقاوم ينتمي لعصره ويتفاعل معه بوعي ومسؤولية.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...