-ملفات تادلة 24-
أثار الحادث الذي وقع بالقرب من مطار فاس سايس أمس الجمعة موجة من الجدل، ليس فقط بسبب خطورته، بل بسبب الطريقة المتباينة التي جرى بها التعامل مع المصابين، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول التمييز في الاستجابة والرعاية الصحية.
فقد أصيب راعي غنم كان يتواجد بالقرب من موقع الحادث بإصابات بليغة، بينها فقدان إصبع في القدم وجروح في الوجه واليدين، إضافة إلى آلام حادة في الصدر والظهر.
ورغم خطورة إصاباته، تم نقله إلى مستشفى عمومي لتلقي الإسعافات الأولية، قبل أن يُخرج بسرعة دون استكمال العلاج، في وقت نقل فيه طاقم الطائرة إلى عيادة خاصة لتلقي العناية الطبية.
وفي تصريح صحفي، قال الراعي المصاب: “أشعر بآلام شديدة في الصدر والظهر والرجل، وفقدت إصبعا من قدمي”، مشيراً إلى أنه لم يتلق الرعاية الطبية الكافية رغم فداحة حالته.
وأضاف الراعي أنه فوجئ بجناح الطائرة يصدمه وهو يرعى أغنامه بالقرب من مكان الحادث، مشيرا إلى أنه رغم إصابته هرع لنجدة المضيفة التي أصيبت في الحادث.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن تضامنهم مع الراعي الذي لم يتم معاملته كباقي ضحايا الحادث رغم أن حالته الصحية تستدعي المراقبة والمتابعة عن قرب.
الحادث أعاد إلى الواجهة نقاشاً حاداً حول التمييز في تقديم الرعاية الصحية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بخلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة بين الضحايا.
وكانت وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك قد أكدت في بلاغ لها، أن الحادث أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، هم أفراد الطاقم الثلاثة وراعي الغنم الذي ينحدر من الدوار المجاور للمطار، مشيرة إلى أنه جرى إسعافهم “على الفور”.
وكان محيط مطار فاس سايس، مساء الجمعة 11 أبريل 2025، شهد حادثة خطيرة تمثلت في انزلاق طائرة مدنية صغيرة من طراز “هوكر XP800” (رقم التسجيل CN-TKC) أثناء هبوطها، ما أدى إلى اصطدامها بسياج المطار وإثارة حالة من الاستنفار الأمني والقلق في صفوف سكان دوار أولاد بوعبيد المجاور.
الطائرة، التابعة لشركة “إير أوسيون”، كانت قادمة من مطار مراكش المنارة ومتجهة إلى فاس، ولم تكن تقل أي ركاب لحظة الحادث، حيث كان على متنها فقط ثلاثة من أفراد الطاقم. وقد تسبب الحادث في أضرار مادية جسيمة للطائرة دون وقوع وفيات.