-عمر طويل-
تشهد الطريق الجهوية رقم 317، الرابطة بين برنات وتبانت بإقليم أزيلال، انطلاق أشغال التأهيل والتوسعة خلال الأيام المقبلة، في خطوة طال انتظارها لتحسين جودة التنقل وفك العزلة عن المناطق الجبلية. ويهدف المشروع، الذي خصصت له ميزانية 73.4 مليون درهم بتمويل من وزارة التجهيز والماء، إلى توفير طريق أكثر أمانا وسهولة، ما ينعكس إيجابيا على السكان ومستعملي هذا المحور الطرقي الحيوي.
ويمتد المشروع على 32.5 كيلومترا، ويشمل توسعة وتقوية الطريق لتسهيل التنقل بين القرى والجماعات المجاورة.
ويعد هذا الطريق شريانا حيويا يربط بين أربع جماعات قروية رئيسية، هي آيت امحمد، آيت عباس، آيت بوولي، وآيت بوكماز، حيث يسهم في تحسين حركة التنقل ونقل البضائع والمنتجات الفلاحية، كما أنه يعزز الربط بين إقليمي أزيلال وتنغير، مما يسهل الوصول إلى الخدمات الأساسية ويقوي الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين المناطق الجبلية.
وسيسهم هذا المشروع في تحسين البنية التحتية وتعزيز السلامة الطرقية، كما سيدعم التنمية المحلية عبر تسهيل وصول السكان إلى المدارس والمستشفيات والأسواق، بالإضافة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي والسياحي بالمنطقة.
ولقي الإعلان عن المشروع ترحيبا كبيرا من طرف سكان المنطقة، الذين ظلوا لسنوات يعانون من تدهور الطريق وصعوبة التنقل، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تؤدي التساقطات الثلجية إلى تردي وضعيتها وزيادة المخاطر على مستعمليها.
وفي هذا الصدد، عبر أحمد أكوجيل، سائق حافلة للنقل المزدوج، عن ارتياحه الكبير لهذا المشروع، مؤكدا أن “تحسين الطريق سيحدث فرقا كبيرا، حيث سيساعد على تقليل الأعطال التي تعاني منها المركبات بسبب رداءة الطريق، وسيسهل تنقل السكان، خاصة في أوقات الطوارئ”. وأضاف: “كنا نواجه صعوبات كثيرة، خاصة في المسالك الوعرة التي تجعل الرحلات مرهقة وطويلة، لكن مع هذا المشروع، نأمل أن يصبح التنقل أكثر راحة وأمانًا”.
أما لحسن لغزديش، أحد سكان المنطقة، فقد اعتبر المشروع “بمثابة حلم يتحقق”، مشيرا إلى أن “الطريق كانت تعيق وصول السكان إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، كما كانت تؤثر سلبا على النشاط الفلاحي والسياحي في المنطقة”، معبرا عن أمله في أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق لمشاريع أخرى تسهم في تحسين البنية التحتية المحلية.
لا يقتصر تأثير هذا المشروع على تحسين التنقل فقط، بل يمتد ليشمل دعم قطاع السياحة الجبلية، حيث تشتهر المنطقة بمؤهلاتها الطبيعية المتميزة، مثل الوديان والمناظر الخلابة التي تجذب السياح وعشاق الطبيعة. ويُتوقع أن يساهم تأهيل الطريق في تشجيع الاستثمارات السياحية، وتحفيز الإقبال على المنطقة، مما سيعود بالنفع على السكان من خلال توفير فرص عمل وتنشيط الاقتصاد المحلي.
ورغم الأثر الإيجابي المتوقع لهذا المشروع، يأمل السكان في مزيد من الاستثمارات في البنية التحتية، خاصة في ما يتعلق بإصلاح وتعبيد المزيد من الطرق القروية، ودعم وسائل النقل العمومي في المناطق النائية، لضمان تنقل أكثر سلاسة بين مختلف المناطق الجبلية.
ويعتبر مشروع تأهيل طريق برنات-تبانت خطوة مهمة نحو تحسين ظروف العيش وتعزيز التنمية المحلية، حيث سيخفف من عزلة القرى الجبلية، ويسهم في ربط أزيلال بتنغير بشكل أكثر كفاءة، ما يجعل منه إنجازة حيويا يخدم مصالح السكان ويسهم في النهوض بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا.