– عمر طويل –
نظم نادي الفلسفة بثانوية المسيرة التأهيلية بأزيلال، يوم الإثنين 24 مارس الجاري لقاء فكريا تحت شعار “القراءة مفتاح المعرفة، افتح كتابا تفتح لك العوالم أبوابها”، وذلك لفائدة تلاميذ الثانية بكالوريا، بتأطير الأستاذ رشيد أبعوش، وبحضور أساتذة المادة وعدد من المهتمين بالشأن التربوي والثقافي، وذلك في إطار تفعيل أنشطة الحياة المدرسية وتعزيز الفكر النقدي لدى التلاميذ.
يأتي هذا النشاط في سياق تشجيع التلاميذ على القراءة بوصفها وسيلة أساسية للمعرفة وتنمية مهارات التفكير والتواصل. ويهدف إلى تعزيز قدرتهم على التعبير عن آرائهم، والدفاع عنها بأسلوب فلسفي قائم على النقاش البنّاء وتقبل الاختلاف. كما يسعى اللقاء إلى تطوير مهارات التحليل والمناقشة، انسجاما مع القيم التي تدعو إليها الفلسفة، مثل احترام الرأي الآخر وترسيخ ثقافة العيش المشترك.
تميز اللقاء بتقديم قراءات ومناقشات في كتابين مهمين لكل من الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي وليام جيمس، والمفكر السياسي الإيطالي نيكولاي مكيافيلي. وقد تطرّق المشاركون إلى إسهامات جيمس في الفلسفة البراغماتية ونظرته إلى المعرفة والتجربة الإنسانية، كما ناقشوا أفكار مكيافيلي حول السياسة والسلطة والأخلاق، مع إبراز تأثيرهما في الفكر الفلسفي والسياسي المعاصر.
وقد شهدت الجلسة تفاعلا نشطا بين التلاميذ والأساتذة، حيث طرح المشاركون أسئلة عميقة حول طبيعة المعرفة، والعلاقة بين الأخلاق والسياسة، وأهمية القراءة في تشكيل وعي نقدي قادر على تحليل الواقع واستشراف المستقبل.
في ختام اللقاء، وتقديرا لمساهمة التلاميذ في إثراء النقاش، تم توزيع شهادات تقديرية على المشاركين، اعترافا بمجهوداتهم في إنجاح هذا النشاط الفلسفي. وقد عبّر الحاضرون عن إعجابهم بالمستوى الفكري للنقاشات، مؤكدين أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز مكانة الفلسفة داخل الوسط المدرسي، ودورها في ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح على الأفكار المختلفة.
يعد هذا النشاط خطوة مهمة في سبيل إحياء روح القراءة والمناقشة الفلسفية داخل المؤسسات التعليمية، ويعكس حرص نادي الفلسفة على خلق فضاء للتلاميذ يمكنهم من التفاعل مع الأفكار العميقة وممارسة التفكير النقدي في بيئة تحفّزهم على تطوير قدراتهم الفكرية والتواصلية. ومن المنتظر أن تتواصل مثل هذه المبادرات لتشجيع التلاميذ على الانخراط في أنشطة معرفية تسهم في تكوين شخصياتهم وتعزيز مهاراتهم الفكرية والحوارية.