إصدار جديد يكشف خبايا الفن الصخري بجبل رات بإقليم أزيلال

-ملفات تادلة 24-

أصدرت المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة بني ملال خنيفرة مؤخرًا كتابا جديدا يحمل عنوان “التحريات الأركيولوجية بجبل رات إقليم أزيلال: نتائج أولية لجرد مواقع الفن الصخري”، وهو عمل أكاديمي رصين للباحث جمال البوقعة، يوثق فيه نتائج أبحاث ميدانية دقيقة أجراها بين 2015 و2020.

ويعد هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة الوطنية في مجال أركيولوجيا الفنون الصخرية، حيث يقدم رصدا علميا وتحليليا لمواقع الفن الصخري بجبل رات، وهو مجال جغرافي يتميز بصعوبة التضاريس وتقلبات المناخ، ما يجعل البحث فيه مغامرة علمية شاقة.

ويوضح الكتاب، الذي استند إلى بحوث جامعية معمقة، إطارات نظرية متكاملة لمفاهيم الفن الصخري، كما يتناول بالتفصيل وضعية هذا التراث في الأطلس الكبير الأوسط، عبر استعراض أهم الدراسات والتقارير التي تناولت الموضوع حتى تاريخ إنجاز البحث. كما يكشف عن معطيات محدثة بخصوص عدد المواقع المنقوشة وخصائصها المجالية، إلى جانب تحليل الرموز والمواضيع التي وثقها الباحث خلال عمله الميداني.

ومحمد شكري، الباحث في الآثار والتراث بالمحافظة الجهوية، أكد أن هذا العمل يشكل مرجعا علميا مهما سيساهم في حفظ التراث الثقافي وتوفير مادة علمية دقيقة للباحثين والمؤسسات الأكاديمية. وأضاف أن الكتاب يمثل تشجيعا عمليا لأبناء المنطقة للانخراط في دراسة التراث الأثري وتوثيقه، خاصة أن هذا المجال ما زال بحاجة إلى المزيد من الاستكشاف والبحث العلمي.

ويأتي إصدار هذا الكتاب في إطار جهود المحافظة الجهوية للتراث الثقافي لدعم الأبحاث الميدانية، وتعزيز التوعية بأهمية الموروث الأثري، حيث حرصت المحافظة على الإشراف على نشر الكتاب وتوفيره للقراء والمهتمين.

وسيشكل هذا العمل مرجعا معتمدا في المؤسسات الأكاديمية والإدارية، نظرا لما يقدمه من معطيات موثقة حول أحد أهم مكونات التراث الثقافي في منطقة الأطلس الكبير الأوسط، ما يعزز مكانة إقليم أزيلال كمجال غني بالاكتشافات الأثرية.