-عمر طويل-
تصاعدت الاتهامات مجددا حول استغلال آليات الجماعات الترابية لأغراض سياسية وانتخابية، وهذه المرة في جماعة تانوردي بإقليم ميدلت، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى رئيس الجماعة المنتمي لأحد الأحزاب السياسية الكبرى باستخدام سيارات وآليات الجماعة في حملة انتخابية مبكرة، بالتنسيق مع مؤسسة “جود” المعروفة بأنشطتها ذات الطابع الاجتماعي.
ووفقا لمصادر محلية، فقد أثار هذا السلوك استياء داخل الحزب نفسه، حيث قام أحد أعضائه، الذي لم يتم إشراكه في هذه التحركات، بإيقاف إحدى الشاحنات التابعة للجماعة أثناء قيامها بأنشطة يشتبه في توظيفها لخدمة أجندة انتخابية، في انتظار تدخل السلطات المعنية.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تصاعد الجدل حول تداخل العمل السياسي مع استغلال الموارد العمومية، خصوصا مع قرب الاستحقاقات الانتخابية. ويرى مراقبون أن هذه الممارسات تتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص وتكرس تضارب المصالح، ما يطرح تساؤلات حول مدى التزام الأحزاب السياسية بقواعد النزاهة والشفافية في تدبير الشأن العام.
من جهتها، ينتظر أن تتحرك السلطات المحلية للتحقيق في هذه الادعاءات، خاصة في ظل تعليمات صارمة من وزارة الداخلية تدعو إلى منع استغلال ممتلكات الجماعات الترابية لأغراض سياسية أو شخصية.
وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان حوادث مشابهة سبق أن أثارت ضجة، ما يسلط الضوء على غياب الرقابة الكافية وضرورة تعزيز آليات المحاسبة لضمان الحياد في استخدام الموارد العمومية وعدم توظيفها لتحقيق مصالح انتخابية.