وفاة الكاتب المسرحي أتول فيوغارد.. كاسر محرمات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا

 – ملفات تادلة 24 –

توفي عن 92 عاما الكاتب المسرحي الجنوب إفريقي أتول فيوغارد، ونعت بلدية مدينة كيب تاون الأحد هذا المسرحي العملاق الذي الّف معظم أعماله في ظل نظام الفصل العنصري وتحدى محر مات هذا النظام من خلال إشراكه ممثلين من السود والبيض في أعماله.

وتقدمت بلدية كيب تاون في بيان “جميع أولئك الذين تأثروا بفن ” فيوغارد الذي ألف أكثر من 30 مسرحية، وكان أيضا ممثلا ومخرجا، مذكرة بأنه “اشتهر بمعارضته الثابتة لنظام الفصل العنصري”.

وأعرب الممثل المسرحي الأسود جون كاني، صاحب الصوت الأجش المألوف في أحدث أفلام “مارفل” و”ديزني”، عن حزنه الشديد لوفاة صديقه أتول فيوغارد، مشيرا في تعليق عبر “إكس” إلى أنه تشارك العمل معه منذ ان كان شابا.

وقرر الاثنان معا تجاهل قوانين الفصل العنصري، والاجتماع في السر وعقد التدريبات في الفصول الدراسية أو المرائب لتجنب مضايقات الشرطة.

ولاحظت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية عام 2012 أن اعمال من وصفته بـ”الأفريكاني الشجاع والعنيد والمتصلب” ساهمت في أن “تكشف للعالم عن وحشية النظام وظلمه وغبائه الأعمى”.

وسلطت الأضواء مجددا عام 2006 على الكاتب المسرحي ذي اللحية البيضاء والحاجبين الكثيفين في عام 2006 عندما فاز فيلم غافين هود “تسوتسي” Tsotsi المقتبس من قصة قصيرة كتبها عام 1961، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهي الأولى من نوعها لإنتاج جنوب إفريقي.

ونشأ فيوغارد المولود في 11 يونيو 1932 في بلدة ميدلبورغ الصغيرة في زمن كان فيه الفصل العنصري يتخذ طابعا مؤسسيا، حارما السود في جنوب إفريقيا من حقوق كثيرة.

وعرضت أولى مسرحياته الكبرى “ذي بلود نوت” The Blood Knot للمرة الأولى عام 1961، وتتناول قصة أخوين غير شقيقين، أحدهما يؤدي دوره رجل أبيض – فيوغارد نفسه – والآخر رجل أسود، ويظهران معا على خشبة المسرح أمام جمهور مختلط من العرقين.

وشكلت هذه المسرحية سابقة في ظل نظام الفصل العنصري. وفي وقت لاحق، حظر القانون الفرق والجمهور المختلط في مسارح جنوب إفريقيا.

ورغم المنع الرسمي، عمل فيوغارد مع مجموعة “سربنت بلايرز” Serpent Players المكونة من ممثلين سود، من بينهم جون كاني، لتقديم مسرحية عن واقع جنوب إفريقيا.

وباتت “بوزمان أند لينا” التي ع رضت عام 1969 من أشهر مسرحيات فيوغارد، وتحكي قصة الحياة الصعبة التي يعيشها زوجان من السود. واقتبس منها جون بيري فيلما سينمائيا عام 2000 من بطولة داني غلوفر وأنجيلا باسيت.

أما “+ماستر هارولد+ … أند ذي بويز” المستوحاة من سيرته الذاتية، فتدور أحداثها عام 1950، وتتناول موضوع الأحكام المسبقة من خلال لقاء بين مراهق أبيض ورجلين أسودين يعملان لدى عائلته.

ويتكرر موضوع المقاومة في مسرحياته الأكثر شهرة، ولا سيما “سيزوي بانزي إز ديد” Sizwe Banzi is dead و”ذي آيلند” The island التي كتبها بالاشتراك مع جون كاني والكاتب المسرحي الجنوب أفريقي وينستون نتشونا.

وقال أتول فيوغارد لوكالة فرانس برس في 1995، بعد عام من أول انتخابات مختلطة عرقيا في جنوب إفريقيا: “صحيح أن نظام الفصل العنصري حددني، لكنني فخور بالعمل الذي نتج عن ذلك، والذي يحمل اسمي”.

ومنذ ذلك الحين، واظب على العمل على إرث نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا الجديدة.

وحصل أتول فيوغارد الذي تزوج مرتين على عدد من الجوائز، من بينها جائزة توني عام 2011 عن مجمل مسيرته الفنية.

ا ف ب




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...