– ملفات تادلة 24 –
أعلن حزب العمال الكردستاني السبت وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة تاريخية لإلقاء السلاح وحل الحزب وجهها زعيمه عبدالله أوجلان من السجن، يؤمل بأن تنهي عقودا من النزاع الدامي.
وفي أول تعليق من حزب العمال الكردستاني على دعوة زعيمه التاريخي، قالت لجنته التنفيذية “من أجل تحقيق والمضي قدما في دعوة القائد آبو (لقب أوجلان) المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، إننا نعلن وقفا لإطلاق النار اعتبارا من اليوم”، وذلك في بيان نقلته وكالة فرات للأنباء (ايه ان أف) المؤيدة للحزب.
وأضافت “نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا”، مؤكدة أنه “سنلتزم بمتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا، ولكن مع ذلك، لا بد من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضا لضمان النجاح”.
وتابعت “لن تقوم أي من قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تشن الهجمات ضدنا، كما أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح، لا يمكن أن تتم إلا بالقيادة العملية للقائد آبو”.
وتأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابيا”. وأطلق تمردا مسلحا ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة للأكراد الذين يشكلون حوالى 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
ويعد الأكراد أكبر أقلية في تركيا، وينتشرون في دول عدة في المنطقة خصوصا العراق وسوريا وإيران.
وفي حين أكد الحزب استعداده لتلبية الدعوة، شدد على أن تنفيذها لا يمكن أن يتم ما لم يتمتع أوجلان المسجون منذ أكثر من ربع قرن، بالقدرة على “العيش والعمل بحرية جسدية”.
وشددت اللجنة التنفيذية على وجوب “ضمان تحقيق الظروف التي تمكن القائد عبدالله أوجلان من العيش والعمل بحرية جسدية، وأن يكون له اتصال مع كل من يريد، بما في ذلك رفاقه، دون عوائق، ونأمل أن تفي مؤسسات الدولة (التركية) المعنية بمتطلبات ذلك”.
وتابعت “لقد قمنا حتى الآن بإدارة الحرب على الرغم من كل الأخطاء وأوجه القصور، ولكن القائد آبو هو الوحيد القادر على إدارة حقبة السلام والمجتمع الديمقراطي”.
ومنذ سجن أوجلان في العام 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل.
وبعد انهيار آخر جولة محادثات في العام 2015، لم يتم إجراء أي اتصال آخر لاستئنافها وصولا إلى أكتوبر عندما بادرت الحكومة التركية إلى هذه العملية عبر حليفها زعيم “حزب الحركة القومية التركية” دولت بهجلي.
وبينما دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقارب، كثفت حكومته الضغوط على المعارضة واعتقلت مئات السياسيين والناشطين والصحافيين.
وبعد عدة اجتماعات مع أوجلان في سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول، نقل حزب المساواة وديموقراطية الشعوب الخميس، دعوة الزعيم الكردي لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لإعلان حل الحزب.
ورأى إردوغان الجمعة أن دعوة أوجلان الحزب إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، تشكل “فرصة تاريخية”. وأكد أن أنقرة “ستراقب عن كثب” لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى “نهاية ناجحة”، محذرا من أي “استفزازات”.
وأضاف إردوغان “عندما تتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديموقراطية سوف تتسع بشكل طبيعي”.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية العراقية بدعوة أوجلان، معتبرة إياها “خطوة إيجابية ومهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
ويشكل وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق مصدرا متكررا للتوتر بين بغداد وأنقرة.
وللحزب قواعد خلفية في مناطق جبلية بإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي، وحيث تحتفظ تركيا أيضا بقواعد عسكرية وتنفذ في كثير من الأحيان عمليات برية وجوية ضد المسلحين الأكراد.
بدوره، رحب مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد، بدعوة أوجلان “الإيجابية”، لكنه أكد أن قواته غير معنية بها.
كما لقيت الدعوة الجمعة ترحيب إيران التي رأت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها إسماعيل بقائي إن “القرار خطوة مهمة نحو نبذ العنف”.
وكالات