جهود لتعزيز الصحة المدرسية بإقليم أزيلال

-عمر طويل-

تتواصل الجهود بإقليم أزيلال لتنفيذ برامج صحية وقائية وعلاجية تستهدف الوسط المدرسي، وذلك في إطار شراكة بين المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، ومديرية التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومشاركة  المجتمع المدني.

وتأتي هذه الجهود بهدف تحسين الخدمات الصحية داخل المؤسسات التعليمية، وتعزيز التوعية الصحية لدى التلاميذ، وضمان بيئة مدرسية سليمة وآمنة.

وفي هذا السياق، انعقد يوم أمس الخميس 27 فبراير 2025 اجتماع تنسيقي بمقر المديرية الجهوية للصحة، برئاسة المدير الجهوي، وبحضور ممثلين عن القطاعات المعنية والشركاء الفاعلين في المجال الصحي والتعليمي.

وخصص اللقاء لتقييم مؤشرات الحملة السنوية للفحص الطبي المدرسي على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، حيث تم تقديم حصيلة العملية، ومناقشة التحديات التي تواجه تنفيذها، واقتراح حلول عملية لتسريع وتيرة الفحوصات الطبية وتحسين التغطية الصحية داخل المؤسسات التعليمية.

وشدّد المشاركون في الاجتماع على ضرورة تكثيف الجهود لضمان وصول الخدمات الصحية إلى أكبر عدد ممكن من التلاميذ، مع التركيز على المناطق القروية والنائية التي تعاني من نقص في البنية التحتية الصحية.

كما تم الاتفاق على تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين، وتعبئة الموارد البشرية واللوجستية لضمان نجاح الحملات الصحية المدرسية.

وبالتزامن مع هذا الاجتماع، انطلقت قوافل طبية متخصصة لتقديم الفحوصات الطبية لفائدة التلاميذ بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة لإقليم أزيلال. وتشمل هذه المبادرة إجراء فحوصات شاملة، والكشف المبكر عن الأمراض، خاصة تلك المتعلقة بالبصر والسمع والتغذية وصحة الفم والأسنان، إضافة إلى تقديم استشارات طبية وتوزيع الأدوية المجانية عند الحاجة.

وتندرج هذه القوافل الطبية ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز الصحة المدرسية، حيث تساهم في الكشف عن الحالات المرضية في مراحلها المبكرة، مما يسهل التدخل العلاجي ويحد من تأثير المشكلات الصحية على التحصيل الدراسي للتلاميذ. كما تسعى إلى تحسيس الأسر بأهمية المتابعة الصحية لأبنائهم، عبر تنظيم ورشات توعوية حول الوقاية من الأمراض وتعزيز السلوكيات الصحية داخل المدارس.

وإدراكًا لأهمية المقاربة التشاركية في إنجاح برامج الصحة المدرسية، يجري العمل على اختيار الجمعيات الفاعلة للمساهمة في برنامج الفحص الطبي السنوي. وستعمل هذه الجمعيات على تقديم فحوصات طبية متخصصة، وتنظيم حملات توعوية لفائدة التلاميذ وأولياء أمورهم، بهدف تعزيز الثقافة الصحية داخل الوسط المدرسي.

كما يتم التنسيق مع الأطر التربوية لضمان إدماج التوعية الصحية ضمن الأنشطة التعليمية، وذلك من خلال تقديم دروس حول النظافة الشخصية، والتغذية السليمة، والوقاية من الأمراض المعدية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة المدرسية.

وتسعى الجهات المعنية من خلال هذه المبادرات إلى تحقيق رؤية متكاملة لتعزيز الصحة المدرسية بإقليم أزيلال، عبر تكثيف الجهود وتطوير آليات المتابعة والتقييم، لضمان استدامة هذه البرامج وتحقيق أثر ملموس على صحة التلاميذ.

كما يتم العمل على توسيع نطاق الفحوصات الطبية لتشمل فئات عمرية أوسع، مع تعزيز الشراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة لدعم الخدمات الصحية المدرسية، وتوفير الموارد اللازمة لتحسين البنية التحتية الصحية داخل المؤسسات التعليمية.

وتشكل هذه الجهود مجتمعة خطوة مهمة نحو تحقيق بيئة مدرسية سليمة وآمنة، تضمن راحة التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أداء دراسي متميز، في إطار رؤية متكاملة للنهوض بالمنظومة الصحية والتربوية على مستوى الإقليم.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...