الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات الصحفية موضوع ندوة ببني ملال

-عمر طويل-

نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية دورة تكوينية في بني ملال أمس الجمعة بمقر اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، حول موضوع “تطوير المهارات الصحفية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي”، وذلك تحت تأطير الخبير حميد الكمالي، عضو المجلس الوطني للنقابة.

وافتُتحت الدورة بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الله عزي، أكد فيها على أهمية هذه التكوينات التي أطلقتها النقابة لتعزيز قدرات الصحفيين في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وتأثيره المتباين مقارنة بالمجالات الأخرى.

من جهته، قدم المؤطر حميد الكمالي عرضا نظريا أوضح فيه أن الذكاء الاصطناعي يعد مجالا علميا وتقنيا يهدف إلى تصميم أنظمة وبرمجيات ذكية قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاء بشريا، مثل التعلم من البيانات، التفكير، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات.

وأكد الكمالي على أهمية تغيير الصورة النمطية عن الذكاء الاصطناعي، وتطوير مهارات الصحافيين وهو ما تراهن عليه النقابة من خلال العمل على تنزيل برنامج تكويني مستمر على المستوى الوطني، حيث تم إطلاقه انطلاقا من مدينة الدار البيضاء.

وركزت الدورة التكوينية على اكتساب مهارات  تمكن الصحفيين من استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإعلامي، من خلال الكتابة الفورية وتفريغ الملفات الصوتية والمرئية.

كما شهدت الدورة استعراض أدوات متقدمة مثل ChatGPT وTurboscrib، مع تطبيقات عملية تهدف إلى تحديث أساليب تغطية الندوات الصحفية.

وتضمنت الدورة ورشات تطبيقية حول تفريغ المحتوى الصوتي والمرئي وتحريره، إلى جانب نقاشات حول التحديات المهنية المرتبطة بهذه الأدوات. كما تم الإعلان عن برامج تدريبية مستقبلية لتعزيز مهارات الصحفيين في توظيف الذكاء الاصطناعي بمختلف مجالات العمل الإعلامي.

وتطرقت الدورة إلى عدة محاور أساسية، من بينها؛ دور الصحفي كصلة وصل بين المسؤولين والمواطنين، مع التأكيد على ضرورة مواكبة التحولات الرقمية، وأكد الخبير الكمالي خلال الدورة على أهمية الأمن الرقمي وأهمية تفعيل إجراءات الحماية لتأمين البيانات الشخصية وخاصة الصحافيين.

وتناول مؤطر الدورة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تأثيره على الوظائف التقليدية، واستقلالية الأنظمة الحاسوبية، وقدرتها على العمل والتكيف بشكل مستقل دون تدخل بشري مستمر.

وتناول المشاركون في الدورة التكوينية بعض الإشكالات المتعلقة بتحديد مفهوم الذكاء الاصطناعي، حيث لا يوجد تعريف موحد له. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على ضرورة الدقة عند استخدام مصطلحات مثل “التعلم” و”الفهم” و”الذكاء”، لتجنب إسقاط المعاني البشرية على الأنظمة الذكية.

وشمل التكوين ورشة تطبيقية حول الكتابة الفورية والصوتية باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استعراض أدوات مثل بريد مايكروسوفت التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل الصحفي وتحليل البيانات.

وأكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يشكل مجالا واسعا ومعقدا، له تأثيرات كبيرة على حياتنا اليومية، من السيارات ذاتية القيادة إلى تخصيص المحتوى الإعلامي. ورغم الفرص التي يتيحها، يبقى من الضروري التعامل معه بحذر لتجنب التفسيرات الخاطئة والمبالغات.

وأكد الصحافي والمؤطر حميد الكمالي أن هذه المبادرة تأتي استجابة للتحولات الرقمية المتسارعة في القطاع الإعلامي، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرا أساسيا في الممارسة الصحفية ولا يمكن تجاهله مستقبلا.

وأضاف أن تمكن الصحفيين من هذه التقنيات الحديثة يمثل عاملا حاسما في تطوير الأداء المهني ومواكبة التحديات الراهنة.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...