استمرار إغلاق مستوصف سرمت بوكماز يفاقم معاناة الساكنة ومطالب بتدخل عامل أزيلال

-عمر طويل-

عبرت فعاليات محلية وحقوقية بدوار “سرمت”، تبانت بأيت بوكماز بإقليم أزيلال، عن استيائها الشديد من استمرار إغلاق المستوصف الصحي بالدوار التابع للجماعة، لأزيد من سنة، مما فاقم من معاناة الساكنة والحوامل على وجه الخصوص.

ووفق مصادر جريدة “ملفات تادلة 24″، فإن إغلاق المستوصف الصحي بسرمت جاء بعد انتقال الممرضة الوحيدة التي كانت تعمل به، وذلك في إطار الحركة الانتقالية الخاصة بالممرضين، ولم يتم تعيين أي بديل عنها من ذلك الوقت.

وذكرت ذات المصادر، أن استمرار إغلاق المستوصف الصحي جعل الساكنة تعيش أوضاعا صحية صعبة، لا سيما النساء الحوامل والأطفال، تزامنا مع فصل الشتاء وبسبب الظروف المناخية الصعبة، وصعوبة التنقل إلى المراكز الصحية البعيدة.

وقالت مصادر “ملفات تادلة 24″، إن النساء الحوامل يعتبرن الفئة الأكثر تضرراً، حيث يضطرن للانتقال لمسافات طويلة في ظروف مناخية صعبة للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، مضيفة أن الأطفال كذلك معرضون للخطر، خصوصا مع انتشار الأمراض الموسمية وغياب الرعاية الطبية الأساسية.

وفي سياق متصل، أكد ممثل دوار سرمت “مصطفى يداين” في اتصال بالجريدة، أنه قدم في مناسبات كثيرة عدة شكايات إلى مندوبية الصحة بأزيلال، دون أن تلق أي استجابة.

وأضاف يداين، أن إغلاق مستوصف سرمت قارب السنة بسبب غياب الممرض الذي رفض الالتحاق بمقر عمله الجديد، مما دفعنا إلى تقديم شكاية في الموضوع لمندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال لكن دون جواب.

وقال ممثل سرمت بجماعة تبانت، إن ساكنة دوار سرمت تقدر بحوالي 3500 نسمة والمستوصف يقدم خدماته لأكثر من 5000 نسمة على اعتبار ساكنة دواوير وامندنت وتيغبولا هذه الدواوير، وإن كانت تتبع إداريا وقبليا لجماعة تبانت فجغرافيا لا تربطها بها أية علاقة فهي تبعد عن مركز الجماعة بأكثر من 60 كلم عكس الاتجاه إلى مركز الإقليم.

وأكد المتحدث، أنه سبق إدراج هذه النقطة بجدول أعمال المجلس الجماعي تبانت لدورته العادية لشهر أكتوبر 2024 وقدم فيها ملتمس للجهات المسؤولة دون أي جديد يذكر، مما دفعنا مرة أخرى يضيف يداين، إلى إدراج نقطة الوضع الصحي بالجماعة بشكل أعم في الدورة العادية لشهر فبراير 2025 على اعتبار أن المركز الصحي بتبانت لا يوجد به طبيب منذ أشهر أيضا.

وأوضح أن الساكنة تواصلت بشكل مباشر مع قائد قيادة تبانت في نفس الموضوع دون أي جديد لحدود هذه اللحظة رغم التعليمات الملكية التي حثت الحكومة على تقديم الدعم والمساعدة للساكنة في المناطق الباردة، علمنا أن دوار سرمت من ضمن هذه المناطق حيث تقع على علو 1900 متر عن سطح البحر بين فجي تيزي نتيرغيس و تيزي نوغبار.

وأمام هذا الوضع المزري، يضيف ممثل ساكنة دوار سرمت بأيت بوكماز لم يبق أمام الأهالي غير عامل الإقليم للتوجه إليه بملتمس قصد التدخل لفتح مستوصف سرمت مشيرا إلى أنه لا يعقل أن امرأة نافس ستقطع مسافة 60 كلم ذهابا وإيابا في طريق غير معبد لتلقيح مولودها حتى تتمكن من تسجيله بسجلات الحالة المدنية، وهناك نساء ممن وضعن حملهن بعملية قيصرية ولا يستطعن التحرك من مكانهن.

وأضاف مصطفى يداين، إنه قدم شكاية في الموضوع على الموقع المخصص لذلك من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لكن دون أي جديد.

وأمام تجاهل الجهات الوصية للنداءات المتكررة للأهالي، طالبت فعاليات محلية عامل إقليم أزيلال بضرورة التدخل بشكل عاجل لتوفير ممرضة أو ممرض جديد للمستوصف، وفتح أبوابه أمام الساكنة لتلبية الاحتياجات الصحية الملحة للمنطقة، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها فصل الشتاء وعزلة المنطقة جغرافيا.

وفي توضيح له حول الموضوع، أكد عادل آيت حدو المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال في تصريح للجريدة، أنه سيتم قريبا إعادة فتح أبواب المستوصف الصحي بسرمت.

وأضاف، أنه تم إخراج مجموعة من المناصب الشاغرة بكل من سرمت ببوكماز وزركان بايت عبدي، تفني، واولى، وأن الرهان المستقبلي هو التحاق الأطر التمريضية بهذه المراكز، في أفق الإثنين المقبل وفق ما صرح به.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...