جلالة 2013 تخاطبكم:

 – الحــــافــــــــة حــــســـــن –

[email protected]

 

أيها المواطنون، أيتها المواطنات جلالة 2013 ُتخاطبكم بمناسبة انتهاء ولاية حُكمِها لتفاصيل أيامكم، عاشت معكم سنة كاملة، و ها هي اليوم تُغادركم، تاركة عرش حُكْمِكُم لخَليفَتها في الأرقام 2014. إليكم نَــصُ خـطابها:

أنا الآن أغادر عرش التصرف في أيامكم. أتركُكُم غير آسفة على حالكم، متمنية لكم أن تكون خليفتي في الأرقام أشد قسوة في تفاصيل قراراتها وأحكامها عليكم. أغادركم مُوصيةً إياكم بعدم الاحتفال بنهاية شُهوري. فلم أُضِفْ، إلا أني كَرسْتُ مُعاناتكم مع حُكُامكم و مسؤوليكم. لا تفرحوا كثيرا فخليفتي تنتظركم بالأسوأ. ولا تنسوا أن الزمن كفيل بأن يحيي جِراح فَرحِ يومٍ واحد من أيامي.

أترك عرشي، و أنا أبكي بدلكم أطفالاً كثيرين – في الجبال- يموتون برداً و جوعاً، و غيرهم يبحث عن حلوى يلتهمها و وُصُولْ عقارب الساعة للثانية عشرة.

أتركُكُم و في قلبي غُصَةٌ على نساء يقطعون المسافات الطويلة، من أجل حُزْمَةِ حطبٍ تدفئ أجسادهم النحيلة من قسوة بردٍ لا يرحم. والبعض يُقَارِعُ كُؤوس  الشامبانيا على ضوء الشموع، غير آبهٍ بالآخرين الذين يموتون في عز ليالِي الباردة.

أُودعكم مُشفقةً على شبابكم من الاستلاب والتدجين، الذي يتعرضون له يومياً من طرف من فوضت لهم زمام التصرف في إعلامكم و برامجكم الدراسية. أبكي على حال مُعطليكم الذين حفظت قبةُ البرلمان وجوههم، و عرف رجال “السيمي” أسمائهم. ومن يحكم، وينتظرون أن ينظر من وضعيتهم يقضي نهاية حكمي في مراكش غير مهتم بمصير أبنائكم و لا بصرخات معطليكم.

أتركُ عرشي لخليفتي 2014 موصيةً إياكم أن لا تُهلِلُواْ كثيراً لقُدومِها، فأيامها لن تختلف عن أيامي و إن تغيرت أرقام السنوات. فيكم من يجول بخواطره بعيدا عن الواقع .. يحلم بخليفة أحسن مني. أنتم من جعلتموني أُمارس سلطتي عليكم.

أتعلمون لماذا؟ لأن صمتكم و عجزكم شجعاني في أن أتمادى في تنصيب من يسرق رغيفكم و يبيع لكم الأوهام. و حينما صدقتموه، جعلتموني أُحَوِلُ أحْلامَكم إلا كوابيس. جمعت الثروة في يد البعض و السلطة في اليد الأخرى. والبقية جعلتُ منهم متفرجين يُسايرون أيامي. يهربون تارةً بتجرع مرارة قنينة خمرٍ رخيص، و تارةً أخرى بالتوهُم بأن الغد سيكون أفضل، لكن سرعان ما أُرجعهم لسكةِ أيامي المريرة.

لَوَنْتُ حياتكم حسب مزاجي ورغبتي، و سَخّرْتُ لفعل ذلك أناسا ضعيفي الضمير. فلا معنى لهذه الكلمة في قاموسي. قتلت البعض لأني لم أشيد لهُ مستشفى يداوي فيها ألم مرضه. و شردت البعض لأن الأمير لا يحب أن يرى “الرعَاعَ” من شعبه عندما يستيقظ صباحاً. حكمت على الكثيرين بالفقر. ليس لأني لا أملك سبيلا لجعلهم يعيشون بكرامة و لكن لأني أريد أن تحكمهم قرارات رغبتي و مرضي للسلطة و الحكم.

ها أنا اليوم أُسلم مفتاح حُكمِكم لمن ستخلفني، فلا تنسوا أن تُعلقوا على صدري وسام الاستحقاق و الشرف. فشهوري كانت سوداء عليكم. و لم يتحقق أي شيء يُرْجِعُ آدميتكم المفقودة. أطلب هذا لأنكم تعودتم على تمجيدِ من أَهانكم.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...