أكاديمية بني ملال تستضيف المخرجة أسماء المدير

-سلوى عمار-

نظمت، يوم الخميس 26 دجنبر الجاري، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بني ملال خنيفرة بالشركة مع جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال لقاء مفتوحا مع المخرجة السينمائية الواعدة أسماء المدير.

ويأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل أهداف ومضامين خارطة الطريق للإصلاح 2022-2026، خاصة الهدف الاستراتيجي المتعلق بالنهوض بالأنشطة الموازية، وجعل المدرسة المغربية فضاء للتفتح والإبداع.

كما يهدف هذا للقاء، الذي يأتي في إطار التحضيرات للدورة 21 من المهرجان الوطني للفيلم التربوي بمكناس، إلى تمكين التلميذات والتلاميذ من إبراز مواهبهم والارتقاء بالذوق الفني لدى المتعلمين.

وعرف اللقاء حضور ثلة من الأساتذة والأستاذات المنسقين والمنسقات للأندية التربوية، خاصة السينمائية منها وأندية الصوت والصورة بمؤسسات التربية والتفتح، إضافة إلى عدد من التلاميذ والتلميذات من مختلف المؤسسات التعليمية بجهة بني ملال.

وافتتح اللقاء مدير الأكاديمية، مصطفى السليفاني، بكلمة ترحيبية أثنى فيها على المخرجة أسماء المدير، مشيدا بقبولها دعوة الأكاديمية ورغبتها في مشاركة تجربتها السينمائية الفريدة مع الأساتذة والأستاذات والأطر بالأكاديمية.

وأسماء المدير، مخرجة أفلام وكاتبة سيناريو ومنتجة، استطاعت أن تحقق شهرة وطنية ودولية من خلال فيلمها الوثائقي “كذب أبيض”، الذي حاز على جائزة النجمة الذهبية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

ويعتبر هذا الإنجاز الأول من نوعه للسينما المغربية، وحظي الفيلم بإشادة عالمية لما يتناوله من قضايا الهوية والذاكرة بأسلوب سينمائي مميز.

وتابع الحضور الفيلم القصير “جمعة مباركة” كما تمت مناقشة مضامينه وأبعاده ومختلف الأفكار التي يحملها هذا العمل الفني.

ويعد”جمعة مباركة”، فيلم التخرج للمخرجة، الذي من خلاله أطلقت شعلة البداية، وانطلقت في عالم الفيلم الوثائقي بعد تخرجها من المعهد المتخصص للسينما في الرباط، ثم المدرسة العليا لمهن الصورة والصوت في باريس.

وحصد هذا الفيلم عشرات الجوائز من مختلف أقطار العالم، وهو فيلم وثائقي روائي ذو بعد فكري يدور حول التناقضات الفكرية داخل العائلة بين الخال مرزوق، اليساري التوجه، وأخيه المتدين.

وتضمن الفيلم أيضا إشارة قوية للتقاليد المغربية، خصوصا تقاليد يوم الجمعة عند المغاربة، حيث يجتمع أفراد العائلة، حول صحن الكسكس بعد صلاة الجمعة. كانت الشخصيات عبارة عن دمى روسية، مما أضفى لمسة خاصة من المخرجة، التي رافقت الفيلم بصوتها باللغة الفرنسية.

وفي كلمة لها أشارت أسماء المدير إلى أنها تحاول من خلال أفلامها التقاط الواقع وتقديمه بطريقة مغايرة، وأنها تفضل الاشتغال مع ممثلين غير محترفين، وشبهتهم بـ”العجين الطري الذي يسهل تشكيله”.

وقالت: “أفضل أن تروى القصة من قبل الشخص الذي عاشها، بغض النظر عن مستواه الثقافي والفكري.” كما أكدت على أهمية المونتاج، وخصوصاً المونتاج الجمالي، في إيصال الرسائل بالصوت والصورة والضوء.

وتحدثت أسماء إلى التلاميذ الحاضرين بنبرة مفعمة بالحب والصدق والغيرة الوطنية. وقدمت لهم دروسا في الطموح والثقة في النفس، مؤكدة أنها بدأت من الصفر ودرست طيلة مسيرتها الدراسية في مدارس عمومية.

وأبرزت، أن النجاح في المجال الذي نحبه رهين بالرغبة القوية والإصرار والعمل، وأن الفقر لم يكن يوما سببا مقنعا للتخلي عن أحلامنا. كما أكدت على أهمية العلم والتعلم في حياة الفرد.

وفي خضم حديثها عن تجربتها الشخصية، ذكرت أسماء أن والديها لم يجبراها على اختيار أي مجال، بل ترك لها كامل الحرية في اختيار توجهها، ودعمها في اختيارها لمجال السينما.

وختمت أسماء المدير حديثها عن أفكار أفلامها الوثائقية والروائية المستوحاة من الصور والمواقف الواقعية والحياة اليومية للناس.

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...