-فجري هاشمي-
هو عنوان لعمود رشيد نيني اليوم 19دجنبر في جريدة الاخبار، وقد لخص فيه حوارا للشهيد عمر بن جلون مع جريدة ليبراسيون الفرنسية.
لكن رشيد نيني أخطا حين قال بأن عمر كان في السجن حين انطلقت المسيرة الخضراء وهو أمر غير صحيح، فعمر كتب افتتاحية المحرر حول المسيرة بعنوان (فلتكن).
أشكر رشيد نيني الذي ذكرنا بما قدمه الشهيد من أجل القضية الوطنية، وهو من فضح لعبة الجزائر وقبل ذلك كان عمر بن جلون قد تجابه مع المدعو بابا ميسكي في إذاعة فرانس انتير وبابا ميسكي هذا أصله موريتاني وكان في المكتب السياسي للبوليزاريو..
حين أتذكر الشهيد عمر بن جلون أتدكر الشهيد المهذي بن بركة، والغريب أنهما وقع تصفيتهما في سنة 1965والثاني 1975. والأكثر غرابة أن من قرروا تصفيتهم قاموا بجريمتهم في نفس العمر (فالاثنان اغتيلا في سن 41سنة).
لم أعرف المهذي بن بركة فحين اغتيل كان عمري ثلاثة عشر سنة، لكنني عشت الحدث فعائلتي كانت اتحادية وساهمت في كل التطورات.
لكنني تعرفت على الشهيد عمر بن جلون في ثلاث محطات
أولها كانت حين استدعيته ليقوم بعرض حول قضية الصحراء، وكان ذلك بعد خروجه من السجن، وفعلا حضر معنا وقدم عرضا دسما بلغة المرحوم اليوسفي، والمحطة الثانية كانت حين جاء ليشرح مضمون التقرير الإيدولوجي قبل المؤثمر الاسثتنائي. والمحطة الثالثة حين رتب لنا المناضل الكبير المرحوم محمد الحلوي لقاء مع الشهيد ليشرح لنا منهجية التقرير الإيديولوجي وكان ذلك بمقر طريق مديونة. وبصراحة شعرت برعب كبير وخوف منه فالرجل يحمل تاريخا هو تاريخ المهدي وكان هو الاستمرار ولذلك قرروا التخلص منه. ومن غرائب الأمور أيضا أن المهدي وعمر كانت لهم نفس القامة.
هاكم تاريخ الرجل اعتقل سنة 1963وحكم بالاعدام هو والفقيه البصري، واعتقل سنة1967وأمضى مدة في سجن عين البورجا وكان المحجوب بن الصديق هو أيضا هناك وفي تلك الفترة كتب الشهيد وثيقة حول الاتحاد المغربي للشغل.
اعتقل سنة 1973وقد مارس عليه الجلادون أقسى أنواع التعذيب وقبل ذلك أرسلوا طردا لتصفيته لكنه (عاق به بحكم اشتغاله بالبريد حين كان مديرا) وحين أحس النظام بأنه الرجل الأقوى في الاتحاد، قرروا تصفيته.
باختصار قتل مستقبل المغرب مرتين الأولى حين اغتالوا رجلا (المهدي) كان همه هو تقدم المغرب وكان كفاءة كبيرة،
والثانية حين اغتالوا رجلا آمن بالديموقراطية وكانت له قدرة ثقافية وسياسية لبناء حزب قوي .
“الله ياخد فيهم الحق أحياء أو أمواتا”