-ملفات تادلة 24-
استضاف، اليوم الأربعاء 11 دجنبر الجاري، مسار التميز في الصحافة والإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، عميد النشر والتوزيع في المغرب محمد عبد الرحمان برادة خلال الدرس الافتتاحي للموسم الدراسي الجامعي 2024-2025، والذي اختير له عنوان “الصحافة والنشر والتوزيع بالمغرب: الواقع والتطلعات”.
وتضمن برنامج الدرس الافتتاحي الذي حضره مجموعة من المهتمين والصحافيين والطلبة، قراءة في كتاب محمد عبد الرحمان برادة “شغف وإرادة رهان في الثقافة والإعلام والسياسة” الذي يعكس تجربة الكاتب في مجال النشر والتوزيع الممتدة لأزيد من أربعة عقود، والشاهدة على الإشراقات والمنعطفات التي مر منها حقل الصحافة والإعلام في المغرب خلال فترات تاريخية مختلفة.
وفي كلمة افتتاحية له، عبر إدريس جبري المنسق البيداغوجي لمسار التميز في الصحافة والإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، عن اعتزازه باستضافة المسار خلال هذا الدرس الافتتاحي، لقامة إعلامية من حجم محمد عبد الرحمان برادة الذي ترك أثرا كبيرا في مجال النشر والتوزيع، وقدم الشيء الكثير للصحافة والإعلام والثقافة في المغرب.
وفي تصريح لملفات تادلة 24، قال محمد السليماني الأستاذ الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، إن هذا الدرس الافتتاحي الذي استضفنا فيه محمد عبد الرحمان برادة كان متميزا بكل المقاييس، لأنه لا يمكن الحديث عن الصحافة بالمغرب دون الحديث عن هذا الرجل الذي كان له الفضل في تأسيس شركة مغربية للنشر والتوزيع بعدما كانت شركة أجنبية.
وأضاف السليماني، أنه من خلال هذا الدرس الافتتاحي الذي نظمه مسار التميز في الصحافة والإعلام، ارتبطنا كأساتذة وطلبة بالصحافة والإعلام، وهذا عرف دأبت عليه كلية الآداب والعلوم الإنسانية من أجل تقريب قامات إعلامية ساهمت في صنع الصحافة المغربية والتأريخ لها، وذلك من أجل الاستفادة من تجاربها.
بدوره اعتبر الكاتب والصحافي عبد الحميد الجماهري في تصريح للجريدة، أن تواجد مسار الصحافة والإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال هو ضمانة علمية وأكاديمية للتفكير والارتقاء بممارسة مهنة الصحافة من خلال تفعيل كل المنظومة الأخلاقية و”الديونطولوجية” المرتبطة بها.
وأضاف الجماهري، أن هذا اللقاء الافتتاحي يأتي في فترة تطرح فيها عدة أسئلة حول واقع الصحافة اليوم، التي تشهد بعض التعثرات والارتباكات التي تهم الحقل الإعلامي الوطني، والتي تسائلنا جميعا، مشيرا إلى ما قدمه محمد عبد الرحمان برادة من عطاءات للصحافة والإعلام في المغرب، ليس بوصفه ناشرا وموزعا، ولكن كشريك في صناعة الصحافة الوطنية وعاش كل مراحلها ومخاضاتها.
من جانبه، وقف محمد عبد الرحمان براد ضيف المسار، عند بعض القضايا التي تعيشها الصحافة بالمغرب، مشيرا إلى أن الصحافة في الماضي رغم ظروف الرقابة والخنق والقمع إلى أنها كانت مزدهرة ومشرقة، وكانت الصحف تحقق مبيعات مهمة، مؤكدا على أن الصحافة اليوم تعيش حالة من التدهور والتراجع رغم أجواء الحرية السائدة.
وفي تشخيصه للوضع القائم للمشهد الإعلامي بالمغرب، أبرز برادة، أن واقع قطاع الصحافة اليوم أقل من الطموح رغم تعدد التطلعات والقراءات والنقاشات التي طالت عدة سنوات حول أزمة الصحافة ببلادنا، مشيرا إلى التحديات التي تواجه الصحف الوطنية، وخاصة الورقية التي تقاوم من أجل البقاء في سياق وطني ودولي متقلب، مما يفرض على الجميع الالتحاق بالإعلام الجديد.
وقال برادة، إننا كنا ننتظر من المجلس الوطني للصحافة أن يحل مشاكل القطاع ويعمل على تأطير الصحافيين غير أننا أصبحنا أمام مشاكل أخرى، بعد التمديد له، وتعيين لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر بشكل غير قانوني، مشيرا إلى ما أسماه التراجع عن مكتسبات التنظيم الذاتي للصحافة الذي ينص عليه الدستور المغربي.
الأستاذ محمد حفيظ اعتبر في مداخلة له بالمناسبة، أن ما حدث للمجلس الوطني للصحافة هو اعتداء على الصحافة والصحافيين، مشيرا إلى أن الصحافة في المغرب تواجه أربع تحديات، وهي حرية الصحافة، والمهنية، والتكوين للولوج للمهنة والتكوين المستمر، وتحدي التنظيم الذاتي للمهنة.
وأضاف حفيظ، أن الجميع كان يأمل من أن يحل المجلس الوطني للصحافة الكثير من المشاكل غير أنه أصبح هو في حد ذاته مشكلة وأزمة، مشيرا إلى دراسة كان قد أعدها رفقة الأستاذ أحمد البوز بعد صدور مدونة الصحافة، والتي تقول إن إعطاء سلطات تأديبية للمجلس الوطني للصحافة قد يجعل منه هيئة رقابية جديدة وقاعدة خلفية للسلطات الإدارية، ومن شأنه أن يبعده عن الأهداف والأدوار التي تشتغل من أجلها هيئات التنظيم الذاتي للمهنة التي حددتها منظمة اليونسكو.
جدير بالذكر، أنه خلال هذا الدرس الافتتاحي الذي جرى برحاب الجامعة، قدم طلبة المسار قراءات في كتاب “شغف وإرادة رهان في الثقافة والإعلام والسياسة” لمحمد عبد الرحمان برادة، كما تم توزيع هدايا وشواهد تقديريو على ضيوف المسار عرفانا وتقديرا لعطاءاتهم وتضحيات من أجل خدمة الصحافة الوطنية.