نور الدين العكوري: “عمليات انتشار الأساتذة تعطل الدخول المدرسي أكثر من الإحصاء”

-ملفات تادلة 24-

أثارت تصريحات عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حول مشاركة الأساتذة في الإحصاء العام للسكان والسكنى، والتي اعتبر من خلالها أن مكان الأساتذة مع بداية الدخول المدرسي هي الأقسام وليس الإحصاء، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتراوحت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذه المشاركة.

وبينما ذهب فريق من المعارضين لما جاء في تصريحات عزيز غالي، إلى اعتبار أن من حق الأساتذة المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني، وأن الأساتذة ظلوا يشاركون في عمليات الإحصاء منذ الاستقلال وكانوا عماد هذه العملية، يرى فريق آخر أن تصريحات غالي فيها جانب من الصحة، معللين ذلك بأن غياب الأساتذة مع بداية الدخول المدرسي سيؤثر على التلاميذ، ومن شأنه خلق أزمة كان بالإمكان تجاوزها.

لكن الكثير من المتابعين لهذا السجال الذي طفى على السطح مؤخرا، يرون أن قطاع التعليم يعاني من مشاكل كثيرة، وأن تأثير غياب الأساتذة المشاركين في الإحصاء يظل جزئيا بالنظر إلى المشاكل المزمنة التي يعاني منها القطاع.

نور الدين العكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، قال في تصريح لجريدة لملفات تادلة، إنها ليست المرة الأولى التي شارك فيها الأساتذة في الإحصاء العام السكان، بل كانوا يشاركون في هذه العملية كل عشر سنوات.

وأضاف العكوري، أن عدد الأساتذة على الصعيد الوطني هو 295 ألف أستاذ وأستاذة، وأن النسبة المشاركة في الإحصاء هي حوالي 32 في المائة، إلى جانب باقي المشاركين في هذه العملية، هو ما يعني أن نسبة الذين يشاركون في الإحصاء من الأساتذة لا يتجاوز 6 في المائة.

وأشار العكوري، أن الدراسة في شهر شتنبر تكون متعثرة، وأن عدد أيام الدراسة قليل جدا، ويبقى شهر شتنبر للدعم والاستئناس، لأن التلاميذ يقضون حوالي 3 أشهر في العطلة، وبالتالي فهم يحتاجون إلى وقت من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية.

وأكد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، أن التلاميذ في المستويين الإعدادي والثانوي سوف لن يتأثروا بمشاركة الأساتذة في الإحصاء عكس تلاميذ المستوى الابتدائي، ويمكن لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن تجد حلا لهذا المشكل أن هي رغبت في ذلك.

وبخصوص الدخول المدرسي، قال نور الدين العكوري، إن الدخول المدرسي دائما يكون متعثرا، لأن مجموعة من العمليات التي تكون مصاحبة للدخول المدرسي لا تنفذ إلا في شهر شتنبر، مضيفا أن هذه العمليات كان من المفروض القيام بها خلال نهاية كل موسم دراسي.

وأكد المتحدث، على أن هذا كان ولا يزال مطلبهم في الفيدرالية بالنسبة للمدرسة العمومية، عكس التعليم الخصوصي الذي يركز على التسجيل وإعادة التسجيل، لافتا إلى أن الكتب المدرسية يجب أن تتوفر لدى التلاميذ خلال فصل الصيف، وكذا توزيع استعمالات الزمن على التلاميذ نهاية كل موسم دراسي حتى يكونوا على دراية بأقسامهم، والأساتذة على المسؤوليات التي تقع على عاتقهم.

وأبرز العكوري في حديثه لملفات تادلة، أن من المشاكل التي تصاحب الدخول المدرسي، هي عملية انتشار الأساتذة، مشيرا إلى أن هناك مؤسسات تعليمية تعرف خصاصا، وأخرى تعرف فائضا في عدد الأساتذة وهي عمليات تعطل الدخول المدرسي أكثر من الإحصاء.

وقال العكوري، إن هذه المشاكل نعرفها ونعيشها منذ سنوات، وهي من الأسباب التي تساهم في تفاقم مشاكل التعليم بالمغرب، داعيا إلى ضرورة تدخل الوزارة الوصية على القطاع لحل هذه الإشكالات العالقة التي تؤثر على سير العادي للدراسة المغرب.

جدير بالذكر، أن المندوبية السامية للتخطيط، كشفت أن العدد الحقيقي لموظفي قطاع التعليم المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لا يتجاوز 17 ألف أستاذ وأستاذة، بنسبة تقارب 32 في المائة من عدد المشاركين في العملية.

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...